الإنتفاضة // بقلم محمد السعيد مازغ
عادت الأوضاع إلى طبيعتها في المدن والقرى، واستُعيد الأمن والاستقرار بفضل وعي مجتمعي رفض الانجرار وراء الفوضى، وأثبت أن الاحتجاج الحضاري السلمي خيار وطني مشروع، لا يصطدم مع الدولة بل يطالب الحكومة بالإصلاح أو تقديم الاستقالة.
وقد شكلت مشاهد تبادل الاحترام بين الشباب ورجال الأمن والسلطات المحلية رسالة قوية بأن زمن الاصطدامات العبثية قد ولى، وأن الوعي هو الرهان الحقيقي. غير أن الحفاظ على هذه الأجواء الإيجابية يفرض التزامًا متبادلاً؛ فالحكومة مطالبة اليوم بالإسراع في تنفيذ إصلاحات فعلية بدل الاكتفاء بالوعود والخطابات، وتفادي كل ما يثير الاحتقان ويهدر طاقات الشباب، من ترفيه فارغ أو انصراف عن الأولويات،
كما أن تأهيل التعليم والصحة وباقي المؤسسات لم يعد خيارًا، بل ضرورة لضمان الثقة والاستقرار.
في المقابل، يظل دور الشباب محوريًا في تأطير أنفسهم داخل حركات مسؤولة، وتحصين نضالهم من التوظيفات السياسوية أو الاختراقات المشبوهة، وتغليب المصلحة الوطنية على أي حسابات ضيقة. فالعمل المنظم والواعي هو السبيل لتجاوز الأزمات وبناء مغرب يتسع للجميع.