الانتفاضة _ محمد الغلوسي
الأجهزة الأمنية المختصة ترصد وبشكل يومي حالات فساد واستغلال مواقع السلطة والنفوذ لخدمة المصالح الخاصة ومراكمة الثروة وتبييض الاموال ضدا على القانون ومصالح المجتمع العليا ،وتنجز تقاريرها يوميا في الموضوع وترفعها إلى الجهات المعنية ،حالات فساد ولاة وعمال ورجال سلطة وقضاة وموظفين بمختلف أسلاكهم ودرجاتهم ومهنيين ومنتخبين ورجال أعمال …..الخ ،هي العين التي لاتنام و ترصد كل الفساد الذي يحدث في المدن والأقاليم والجهات والقرى
المؤسسات والأجهزة الرقابية المختصة تنجز بدورها تقارير عن حالات الفساد المعمم الذي ضرب البلاد والعباد وفوت فرص التنمية وأجهض أحلام الشباب وغير الشباب في التقدم والإزدهار ،فساد تغول وجعل الغضب والسخط يتراكم ككرة الثلج ،فساد جعل العدل والإنصاف مجرد حلم بل وكابوسا مرعبا وعمق التمييز والإحساس بالغبن والظلم واللامساواة ،تغولت الجهات المستفيدة من السلطة والنفوذ ومواقع القرار وشاع الظلم والطغيان وراكم الناس بسبب ذلك الحقد الإجتماعي والشعور بامتهان كرامتهم ،واصبحت هذه الجهات تنظر إلى الناس كجمهور لا حق له في النقد بل وفي العتاب حتى كفُر الناس بالوطن
لقد حان الوقت لإخراج كل هذه التقارير إلى الضوء وإحالتها على السلطة القضائية لوقف نزيف الفساد والعبث بمستقبل الوطن ومحاسبة كل الذين ساهموا في تعطيل التنمية ومصادرة الأمل والحلم في مغرب ممكن ،حان الوقت لمحاسبة اللصوص الذين فتكوا بمقدرات وخيرات الوطن وبنوا “مجدهم “على أنقاض آمال وجراح الناس !
قرارات كهذه ستطفئ كل ذلك الغضب والسخط المشتعل في كل مكان وسيعيد للناس الثقة في المؤسسات والأمل في المستقبل