الانتفاضة // حسن الخباز
إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة بالمغرب، ويتعلق الأمر بالاحتفال بعيد الميلاد بطريقة غريبة، تتمثل في إضرام النار في الشارع العام، لإضفاء طابع التشويق على الإحتفال، و هو ما لا يبدو منطقيا.
فقد أصبحت بعض المؤثرات مؤخرا تلجأن لهذه الطريقة من أجل تحقيق الشهرة و اعتلاء “التريند”، وكسب الكثير من الأموال جراء كثرة المشاهدات التي تحققها الفيديوهات.
فهذه الظاهرة خطيرة جدا ويجب وأدها في بدايتها تفاديا للأخطر لا قدر الله، حيث بدأت بعض المؤثرات تقلدن وتقمن بنفس الفعل الإجرامي، الذي يهدد سلامة السائقين وقد يصل الأمر لما لا يُحمد عقباه.
هذه الظاهرة دخيلة على مجتمعنا، ولا يجب أن نطّبّع معها، لأنها قد تأتي على الأخضر واليابس إن لم تتدخل السلطات المختصة ممثلة في النيابة العامة، لوقف هذا النزيف الذي يمكن أن ينتشر خلال أيام ويصعب التحكم أو السيطرة عليه.
فالكثير من رواد التواصل الإجتماعي طالبوا بوقف هذه الظاهرة في بدايتها، ولحد الآن لم نطّلع على أي بلاغ للنيابة العامة بخصوص هذا الشأن، مع أن الأمر خطير ويستوجب العجلة، لا التمهل و انتظار الأسوأ حتى تتدخل.
فخلال أيام قليلة، قامت بعض المؤثرات بإضرام النار في الشارع العام احتفالا بذكرى عيد ميلادهن، وقد تفاعل الكثير من المراهقين مع الأمر واستحلّوه، ما يوحي بإمكانية تقليده في أي لحظة.
الكرة الآن في ملعب النيابة العامة التي يجب ان تفتح تحقيقا في الأمر، وتستدعي “بطلات” هذه الظاهرة وتطبق القانون في حقهن، فهناك بنود في القانون الجنائي المغربي مخصصة لجريمة إضرام النار في الشارع العام.
لقد سبق فعلا أن تم إعتقال الكثير من الشباب بعدما قاموا بنفس الأمر، إحتفالا بذكرى عاشوراء وقضوا سنوات خلف القضبان، و قد حان وقت تأذيب هذه الفتيات اللاتي قمن بنفس الأمر.
لا يجب السكوت على ما فعلنه هؤلاء المؤثرات، فالمنصات الإجتماعية لها تأثير خطير، ولحد الآن مازالت الظاهرة في بدايتها، لذلك على السلطات القضائية الضرب بيد من حديد، للحد من هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا.
لقد أُعجب الكثيرون والكثيرات بما قامت به بعض المؤثرات تعبيرا عن إحتفالهن باعياد ميلادهن، وقد تصير هذه الظاهرة “تريند”ا يصل لأعلى المشاهدات، و نال الكثير من التصفيق خاصة من المراهقين، الذين يُعتبرون هدفا سهلا ولقمة سائغة بالنسبة للمؤثرين، لسهولة التأثير عليهم.
وقد تنبه الكثير من رواد المنصات الإجتماعية لخطورة الأمر وحذروا من انتشاره، نظراً لما يسببه من تهديد لسلامة السائقبن بشكل خاص والشارع العام على وجه العموم.
لقد استنكر الكثيرون هذا التصرف الذي اعتبروه طيشا وتصرفا صبيانيا، يسهل إنتشاره بين صفوف الشباب والمراهقين ويصعب التحكم فيه، حيث يعد أنسب وقت للتدخل هو بدايته.
فهل تتدخل النيابة العامة؟ هل يتم تطبيق بنود القانون الجنائي المتعلقة بإضرام النار في الشارع العام ؟ و هل ستعاقب الفتيات المرتكبات لهذا الجرم بنفس ما عوقب به الشباب الذين أشعلوا النار إحتفالا بذكرى عاشوراء …؟
التعليقات مغلقة.