ويحمان… صوت الوطنية وسط ضجيج الجهل والتطبيع

الانتفاضة // حسن المولوع

رجلٌ في زمن قلّ فيه الرجال، وقلبه لا يزال ينبض بغيرة وطنية خالصة، قلّما نجدها اليوم في من يدّعونها وهم يروّجون لشعار “تازة قبل غزة”، في استخفاف صارخ بروح القضايا الكبرى التي تتقاطع في جوهرها.

الأستاذ المقتدر أحمد ويحمان، من الأصوات النادرة التي لا تملّ من التحذير من المخططات الصهيونية التي تُحاك منذ عقود ضد العالم العربي والإسلامي، مخططات لم تأتِ من فراغ، بل يستند في طرحه إلى معطيات كشفها الصهيوني برنارد لويس، صاحب المخطط الشهير الذي يهدف إلى “تفتيت المفتّت وتقسيم المقسّم”، بتحويل الدول إلى كيانات طائفية وجهوية متناحرة.

هذا المخطط ليس وهما، بل أصبح واقعا يتجسد اليوم أمام أعيننا، وبلادُنا ليست بمنأى عنه، بل هي ضمن أهدافه المركزية. وها نحن نرى كيف يُدق ناقوس الخطر من جديد عبر موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني، التي تشكل اختراقا استراتيجيا للأمن القومي ولنسيجنا الوطني.

وما يدعو للأسف أن الأستاذ ويحمان، بدل أن يُحاط بما يليق من التقدير والإنصات، أصبح هدفا لحملات سخرية وتشويه، يشنها إما جُهّال لم يقرأوا يوما عن مخططات برنارد لويس، ولا يعرفون خلفيات المشروع الصهيوني، أو انهم أدوات مأجورة تشتغل بوعي أو بدون وعي لصالح الكيان، تمهّد له الأرض وتُضعف المناعة الثقافية والسياسية لشعوبنا.

لذلك، فإن مسؤوليتنا الجماعية اليوم هي تجاوز التهكم والسخرية، والعودة إلى الوعي الحقيقي بخطورة المرحلة. فنحن بحاجة إلى رجالٍ من طينة ويحمان، وإلى أصوات تُوقظ النائمين وتُحصّن الأوطان، لا إلى مزيد من الضجيج السطحي والمواقف المعلّبة. فالسكوت في زمن التواطؤ خيانة، واللامبالاة جريمة، أما الوقوف مع الحق، فهو شرف لا يناله إلا الأحرار.

التعليقات مغلقة.