الانتفاضة
تداولت الألسن في الآونة الأخيرة محاولة القائمين على تدبير الشان العام بمدينة أكادير تحديدا تسمية بعض الشوارع المغربية بأسماء لشخصيات يهودية.
مما رفع سقف النقاش والسجال بين مختلف المكونات المغربية بمحتلف توجهاتها وتياراتها ومنطلقاتها.
فرأت فئة أن تسمية بعض الشوارع بأسماء لشخصيات يهودية فيه نوع من الإعتراف بجهود اليهود المغاربة في تحقيق التنمية والتعايش المشترك.
ورأت طائفة أخرى أن ذلك فيه تنقيص لأسماء مغربية وليست من أصول يهودية وأن في الأسماء المغربية ما يكفي لذلك.
وبين هذا وذاك يبدو أن الأمر استفز البعض ولم يحرك شعرة في رأس البعض الآخر مما يدل دلالة واضحة على أن الأمر يحتمل هذا وذاك.
خاصة وأن الذين يطالبون بتسمية بعض الشوارع والأزقة بأسماء يهودية إنما ينتصرون حسب المسايرين لهذه الأطروحة لقيم التعايش والتسامح والتواصل الذي كان ولا زال وسيقى قائما بين مختلف مكونات الشعب المغربي وخاصة مع المغاربة المنتمين إلى الطائفة اليهودية ذات الأصول اليهودية.
وعليه تعد أسماء الشوارع في المغرب مرآة تعكس تاريخ البلاد الغني وتنوع ثقافاتها.
ومن بين هذه الأسماء، تبرز الأسماء اليهودية التي تحمل في طياتها قصصًا عميقة عن التعايش والتاريخ المشترك بين المسلمين واليهود في المملكة.
فتاريخ اليهود في المغرب يمتد لقرون، حيث عاشوا جنبًا إلى جنب مع المسلمين، مسهمين في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما كانت المجتمعات اليهودية جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المغربي، مما ترك أثره في أسماء الشوارع والأماكن.
هذا و تُوجد العديد من الشوارع التي تحمل أسماء شخصيات يهودية معروفة أو مواقع تاريخية مرتبطة بالثقافة اليهودية.
و على سبيل المثال، نجد “شارع يعقوب” و”شارع ميمون”، وهما اسمان يرمزان إلى شخصيات تاريخية تركت بصمة في المجتمع.
و تعتبر هذه الأسماء جزءًا من التراث الثقافي المغربي، حيث تسعى العديد من المبادرات إلى إحياء هذا التراث والحفاظ عليه.
و في السنوات الأخيرة، بدأت تظهر اهتمام متزايد بإحياء الذاكرة اليهودية في المغرب، من خلال إعادة تسمية بعض الشوارع أو تجديد المعالم التاريخية التي تعود لليهود.
يشار إلى أن الحفاظ على أسماء الشوارع اليهودية يُعتبر إحياءً لذاكرة جماعية تُعزز التفاهم والتسامح بين الثقافات المختلفة. فهي تذكرنا بأن المغرب هو بلد تنوع ثقافي، حيث يمكن لكل مكون أن يساهم في بناء الهوية الوطنية.
بقي أن نشير إلى أنه تظل أسماء الشوارع اليهودية في المغرب رمزًا للتاريخ والتعايش.
بل إنها دعوة للجيل الجديد لاستكشاف هذا الإرث الثقافي الغني، وفهم أهمية الحفاظ على الذاكرة الجماعية التي تُشكّل هوية البلاد.
كما أنه من خلال هذه الأسماء، نُعيد كتابة قصة المغرب، حيث يتداخل الماضي مع الحاضر، وتظل قيم التعايش والتسامح حية في قلوب الجميع.
وللاشارة كذلك فهذا لا يعني أننا نقر تسمية بعض شوارعنا بأسماء صهيونية تكن العداء لكل ما هو عربي وإسلامي ومغربي على الخصوص.
وإنما نشير لدور الثقافة اليهودية في ترسيخ قيم التعايش بعيدا على الإيديولوجية الصهيونية التي كانت وستبقى منبوذة ومطرودة وغير مرحب بها لما ألحقته من أذى وظلم للعرب والمسلمين.
ولا أدل على ذلك القضية الفلسطينية التي لا زالت تقطر بدماء هؤلاء المجرمين من الصهاينة واللوبي الصهيوني الذي يحكم جزءا من العالم بل يحكم العالم بأسره.
كما أن في الشخخصيات المغربية والعلماء المغاربة والقادة المغاربة والنوابغ المغاربة والفطاحلة المغاربة والجهابذة المغاربة والقامات المغاربة ما يكفي عن البحث في الشخيات اليهودية.
فعبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي ومحمد الخامس والحسن الثاني وموحى وحمو الزياني وغيرهم سيكون من الفخر و المجد لوضع أسمائهم على شوارعنا وأزقتنا.
بل هم مطبوعون في قلوبنا وأفئدتنا وطبعا دون إقصاء للمكون اليهودي على الرغم من اختلافنا معه، مع العلم أن الاختلاف لا يفسد للود قضية.
التعليقات مغلقة.