الانتفاضة // ابتسام بلكتبي // صحفية متدربة
في تحذير جديد يعيد المخاوف من عودة الأوبئة، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن مرض “جذري القردة” لا يزال يصنف كحالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا”، وهو أعلى مستوى تحذيري في تصنيفات المنظمة. جاء هذا التصريح في أعقاب اجتماع اللجنة الرابعة للطوارئ الصحية، الذي عُقد خلال يونيو 2025، بعد رصد تزايد مقلق في عدد الإصابات داخل القارة الإفريقية، وسط مخاوف من اتساع رقعة الانتشار العالمي.
ووفقا لما أعلنه المسؤول الأممي، فإن بؤر المرض تتسع مجددا بفعل ظهور سلالة جديدة تُعرف باسم “Clade Ib”، وهي سلالة شديدة العدوى ظهرت في جمهورية الكونغو الديمقراطية وانتقلت لاحقا إلى دول مجاورة في وسط وغرب إفريقيا. وتتميز هذه السلالة بقدرتها المرتفعة على الانتقال من إنسان إلى آخر، بما في ذلك عبر العلاقات الجنسية، ما يزيد من صعوبة احتواء العدوى.
ويعزز هذا القلق استمرار ارتفاع الإصابات خلال الأشهر الماضية، حيث سجلت القارة الإفريقية ما يزيد عن 29 ألف حالة اشتباه، إلى جانب أكثر من 800 وفاة منذ بداية عام 2024.
وتعاني الأنظمة الصحية في عدة دول إفريقية من ضعف البنية التحتية اللازمة للمراقبة والتشخيص السريع، فضلا عن محدودية الموارد والتمويل، ما يعقد جهود احتواء المرض.
هل يشهد العالم موجة جديدة؟
ورغم انحسار الموجة العالمية الكبرى لجدري القرود خلال عامي 2022 و2023، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن ما يجري حاليا في إفريقيا يمثل “موجة جديدة” للمرض، مع احتمال تسرب الحالات إلى خارج القارة. وقد رُصدت بالفعل إصابات في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية مرتبطة بالسفر إلى المناطق الموبوءة، وإن كانت بمستويات محدودة حتى الآن.
وحتى اللحظة، لا توصي منظمة الصحة العالمية بفرض قيود شاملة كالتي تم اعتمادها خلال جائحة كوفيد-19. وأوضحت المنظمة أن الإجراءات يجب أن تتركز في هذه المرحلة على تعزيز المراقبة الصحية، وتحسين قدرات التشخيص السريع، وتوسيع حملات التطعيم والعلاج للمجموعات الأكثر عرضة، مثل العاملين في القطاع الصحي والمجتمعات التي تظهر فيها الحالات.
وأشارت المنظمة إلى أن العودة إلى تدابير الإغلاق أو القيود العامة على التنقل “ليست ضرورية حاليا”، لكنها شددت على أهمية استمرار التعاون الدولي والتمويل المستدام لتفادي خطر تحول الوضع إلى أزمة عالمية جديدة يصعب التحكم فيها.
التعليقات مغلقة.