الانتفاضة// إلهام أوكادير// صحفية متدربة
يجد الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، نفسه اليوم في موقف معقد، بين مبادئ سياسته الخارجية القائمة على شعار “أميركا أولا”، والتبعيات السياسية الخطيرة لهجوم إسرائيل الأخير على إيران، حسب تقرير لراشيل بايد، رئيسة مكتب موقع “بوليتيكو” بواشنطن.
فترامب الذي وعد خلال حملته الإنتخابية بإنهاء “حروب أميركا الأبدية”، يواجه الآن إحتمال الإنجرار إلى صراع جديد، في الشرق الأوسط ليس بقراره المباشر، بل بسبب تحركات إسرائيل الأحادية والجريئة، حيث يشير التقرير، إلى أن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، قد يجبر الولايات المتحدة على التورط عسكرياً، رغم تأكيدات الإدارة الأميركية بعدم ضلوعها في العملية.
و مما هو جلي، فغن هذا الأمر، يثير قلق قاعدة ترامب السياسية المعروفة بحركة “ماغا” المؤيدة لشعاره “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً”، والتي تتسم برفضها القوي لأي تدخل عسكري أميركي جديد في الشرق الأوسط.
فبعض الأصوات البارزة داخل هذه الحركة، مثل “ساغار إنجيتي” و “تشارلي كيرك”، حذرت منذ البداية من تداعيات الضربة الإسرائيلية، التي قد تُضعف وعود ترامب التي قطعها خلال حملته الإنتخابية، وقد تؤدي إلى تداعيات سياسية خطيرة قبيل إنتخابات التجديد النصفي.
فبحسب “بوليتيكو”، أمضى قادة حركة “ماغا” أياماً عديدة، وهم يحاولون إقناع “ترامب”، بوقف إسرائيل عن تنفيذ الهجوم، معتبرين إياه إستفزازاً خطيراً، يمكن أن يضرب بعرض الحائط جهود السلام مع إيران، حيث لا يزال من غير الواضح، ما إذا كان ترامب عاجز فعلا عن كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، أم أنه وافق ضمنياً على العملية رغم معارضة قاعدته، وهو ما تنفيه الإدارة رسمياً.
في ظل هذه التطورات، بدأ بعض قادة “ماغا”ن يعبرون عن شكوكهم في توجهات السياسة الخارجية الحالية، حيث وصف “إنجيتي” الهجوم بأنه “تخريب متعمد”، يهدف إلى دفع الولايات المتحدة إلى حرب جديدة، فيما حذر “كيرك” من الإضطرابات الداخلية المحتملة نتيجة الدعم الأميركي لإسرائيل، خصوصاً مع التساؤلات المتزايدة حول المساعدات العسكرية لتل أبيب، وتأثيرات الأزمة على أسعار الغاز والإقتصاد الأميركي.
ويواجه ترامب خياراً صعباً، فإما أن يسمح لإسرائيل بمواجهة الرد الإيراني بمفردها، أو يتدخل عسكرياً مُخاطرًا بإشعال صراع طويل الأمد، حيث يشير محللون مؤيدون لحركة “ماغا”، إلى أن قرارات ترامب المقبلة، قد تحدد ملامح رئاسته، خاصة في محاولته الموازنة بين دعم حليف قوي مثل إسرائيل، والإلتزام بمبادئ الإنعزالية التي يتبناها حزبُه.
على الصعيد الدبلوماسي، دفعت الضغوطات ترامب إلى تعزيز جهوده للبحث عن حل سلمي، حيث أعلن عبر حسابه على منصة “تروث سوشيال”، التزامه بمواصلة المفاوضات مع إيران، غير أن هذه التصريحات، سرعان ما تبعتها الضربة الإسرائيلية، ما أضاف المزيد من الغموض والتوتر على الساحة.
في المجمل، ترسم التطورات الأخيرة صورة لرئيس أميركي مُحاصر بين ضغوط حلفائه الداخليين وديناميكيات جيوسياسية معقدة تفوق سيطرته، ما يضع مصداقيته أمام قاعدة “ماغا” وأساس سياساته الخارجية على المحك.
التعليقات مغلقة.