تأثير حرارة الصيف على صحة الإنسان وحياته اليومية.. مخاطر ونصائح

الانتفاضة // ابتسام بلكتبي // صحفية متدربة

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء العالم، يواجه الناس تحديات يومية تؤثر على صحتهم البدنية والنفسية، فضلا عن انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية الملحوظة. وتشكل أشعة الشمس المباشرة مصدر قلق رئيسي، خاصة في المدن الكبرى والمناطق التي تعرف ارتفاعًا قياسيا في درجات الحرارة خلال هذا الفصل.

وتعرف مدينة مراكش خلال أشهر الصيف، موجات حر شديدة تتجاوز أحيانا أربعين درجة مئوية، ما يجعلها من أكثر المناطق المغربية تعرضا للحرارة المفرطة.

وتضاعف هذه الأوضاع المناخية من معاناة الفئات الهشة، ككبار السن وسكان الأحياء الشعبية، الذين يفتقرون أحيانا لوسائل التبريد الحديثة. كما تتأثر الحركة السياحية خلال هذه الفترة، إذ يتجنب كثير من الزوار التجوال في ساعات النهار، بينما تضطر السلطات المحلية إلى اتخاذ تدابير خاصة، مثل تجهيز ساحات ومراكز مكيّفة لضمان راحة السكان والسياح.

ومع ارتفاع درجة الحرارة تظهر أضرار صحية قد تهدد الحياة، حيث
يحذر الخبراء من أن التعرض المفرط للحرارة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، لاسيما بالنسبة لكبار السن، والأطفال، ومرضى الأمراض المزمنة كالقلب والسكري. ومن أبرز هذه المشاكل:

-ضربات الشمس الناتجة عن ارتفاع كبير في حرارة الجسم، فقدان السوائل، الإغماء، وقد تصل إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل العلاجي السريع.

-الجفاف، حيث يؤدي فقدان الجسم للماء والأملاح بفعل التعرق الزائد إلى الشعور بالإرهاق، الدوار، وانخفاض ضغط الدم، وهي حالات تتطلب تعويض السوائل بشكل عاجل.

-مشاكل جلدية من أبرزها الحروق الشمسية التي قد تتطور إلى التهابات جلدية خطيرة، مع تزايد خطر الإصابة بسرطان الجلد على المدى البعيد نتيجة التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية.

انعكاسات نفسية واضحة طيلة موسم الصيف

ولا تقتصر التأثيرات على الجانب البدني فقط، بل تمتد إلى الحالة النفسية والعصبية. إذ تشير الدراسات إلى أن الحرارة المرتفعة ترفع مستويات التوتر والعصبية، وتقلل التركيز، كما تسهم في اضطرابات النوم بسبب ارتفاع درجات الحرارة ليلاً، ما ينعكس سلبًا على المزاج والإنتاجية اليومية.

تأثيرات اقتصادية واجتماعية ملحوظة

يدفع ارتفاع درجات الحرارة ملايين الناس للاعتماد المكثف على أجهزة التكييف والتبريد، ما يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة وارتفاع فواتير الكهرباء والمياه. كما تتضرر قطاعات اقتصادية كبرى مثل الزراعة، حيث تؤدي موجات الحرارة إلى تلف المحاصيل وانخفاض الإنتاج الزراعي، مما يؤثر بدوره على الأمن الغذائي والأسعار.

وفي المدن الكبرى، تلجأ السلطات إلى اتخاذ تدابير احترازية كفتح مراكز تبريد عامة، وتقليص ساعات العمل خلال فترات الذروة لحماية العمال وضمان سلامة المواطنين.

نصائح ضرورية للوقاية من الحرارة

ولتقليل مخاطر حرارة الصيف، ينصح الأطباء والمختصون باتباع الإجراءات التالية:

-تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال الفترة بين الساعة الحادية عشرة صباحًا والرابعة عصرا.

-الإكثار من شرب الماء والسوائل لتفادي الجفاف.

-ارتداء الملابس القطنية ذات الألوان الفاتحة.

-استخدام واقيات الشمس لحماية الجلد من الأشعة الضارة.

-الحرص على تهوية المنازل وأماكن العمل بصورة جيدة.

التعليقات مغلقة.