مراكش وأكذوبة العالمية

الانتفاضة // محمد الأمين الداودي

لا زالت مدينة مراكش تلك التي يسمونها بالمدينة العالمية وهي أبعد من العالمية بعد المشرقين بل نكاد نقول إن الفرق بين مراكش و العالمية كالفرق بين المشرق والمغرب، بسبب حجم التناقضات التي تعتريها من كل صوب وحدب.

فالطرق محفرة واحتلال الملك العمومي يكاد يجتاح المدينة أما الازبال فحدث ولا حرج إضافة إلى تنامي مقاهي الشيشا والحانات والخمارات والسياحة الجنسية والبغاء والعري الذي يكاد يضرب المدينة شمالا وشرقا وغربا وجنوبا، دون أن ننسى النقل المزدحم و الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار وغلاء العقار والتركيز على السياح والسياحة عوض بناء المعامل والمصانع، خصوصا مع ارتفاع مؤشر البطالة، مع ما يخلف ذلك من تبعات سلبية أثرت على مدينة المرابطين وجعلتها مدينة في شكل “عروبية مصبوغة بالأحمر لا أقل ولا أكثر.

مدينة يبلغ تعدادها حوالي المليون و نصف ساكن أو أكثر بقليل مع عدد من الوافدين يتجاوز العدد الاربعة الملايين سنويا تعاني من تخطيط عشوائي و فاشل على جميع الأصعدة و المستويات و غياب نظرة مستقبلية من طرف مسييري و مدبري شأنها المحلي من سلطات و مجلس جماعي، اختزال المدينة في قطاع إقتصادي واحد ( السياحة ) و إهمال القطاعات الاقتصادية الأخرى أرخى بضلاله بشكل كبير على حالة المدينة و ساكنتها، إرتفاع مهول في عدد العاطلين عن العمل و غلاء المعيشة و ارتفاع مهول في اثمنة العقار ما انعكس سلباً على الحالة الاجتماعية للأسر و المواطنين.
مراكش وجه المغرب و أشهر مدينة مغربية على مستوى العالم تفتقر إلى البنيات التحتية الأساسية من طرق و ممرات مواقف للسيارات، تفتقر للمرافق العمومية من مستشفيات و ملاعب و مسارح و مراكز ثقافية ، مراكش وجه المغرب و أشهر مدينة مغربية على مستوى العالم يتم اختزالها ضلما في قطاع اقتصادي واحد قطاع اقتصادي هش لا يمكن جعله شريان الاقتصاد في مدينة مليونية من قيمة و حجم مراكش، بحيث تفتقر المدينة إلى تعدد الأنشطة الاقتصادية و تنوعها تفتقر إلى حي صناعي كبير و مهيكل تفتقر إلى منصة و منطقة لوجيستية مراكش تفتقر إلى بنية صناعية و اقتصادية حديثة و مهيكلة.
تفتقر إلى تكنوبارك وةتفتقر الى اوفشور منطقة لترحيل الخدمات منطقة للشركات الصغرى Les Start Up مراكش وجه المغرب و أشهر مدينة مغربية على مستوى العالم تفتقر إلى وسائل نقل عمومية حديثة و متطورة و متنوعة تفتقر إلى إنارة عمومية في مستوى قيمتها ، المدينة تعرف تراجعا كبيرا على مستويات عدة حيث تعرف تعثر العديد من المشاريع و تعرف فشلا حادا على مستوى تدبير قطاع النظافة و النقل و الإنارة العمومية و انتشار إحتلال الملك العمومي …

المدينة مؤخرا تعرف الكثير من العشوائية على جميع الأصعدة و المستويات لتصبح عبارة عن قرية “Village” كبيرة تفتقر لأبجديات المدن المليونية الكبرى التي وجب توفرها.
السؤال المطروح هو ما هو الدور التي تلعبه الطبقة السياسية خصوصا برلمانيو المدينة و نخب المدينة من المثقفين و جمعيات المجتمع المدني من أجل تحريك المياه الراكدة و المطالبة بتحقيق ما هو أفضل لهذه المدينة العظيمة و لسكانها الأحرار ؟
لماذا هذا السكوت المطبق و الصمت الغير مبرر لما أصبحت عليه هذه المدينة ؟
ماهي رؤية الدولة المغربية المتمثل في سياسات المركز إتجاه هذا الصرح العظيم للمغرب خلال السنوات القادمة و لماذا هذه المدينة العظيمة لا تستفيد من العملة الصعبة و التي تساهم في إدخالها إلى صندوق الدولة المغربية ؟

بقي أن نشير إلى أن المسؤولية تبقى على عاتق المواطن أولا وأخيرا، وذلك برفع مستوى تعليمه وتكوينه ومعرفة حقوقه وواجباته مما يسهل على السلطات المنتدبة لتسيير المدينة الإنتباه للمواطن والعمل على خدمته وتقريب الخدمات إليه واحترامه وتوقيره ، على غرار ما يجري في الدول المتقدمة، وهذا لا ينفي دور السلطات والمنتخبين والفاعلين في العمل على جلب مصلحة المواطن والحرص على أدميته وكينونته، لان ذلك يدخل ضمن صميم أعمالهم وانشغالاتهم في بلد على الأقل يحترم أدنى شروط الأدمية وآليات الإنسانية، وإلا فلا يمكن إلا أن تبرز جملة من التناقضات والاختلالات إلى السطح أكثر مما برزت في مراكش وفي غيرها من مدن المملكة الشريفة.

التعليقات مغلقة.