الانتفاضة// شاكر ولد الحومة
بينما تستعد المملكة المغربية لاستقبال كأس العالم 2030، تعيش مدينة مراكش حالة من الجمود التنموي والتأخر في تنفيذ مشاريع أساسية كان من المفترض أن تُعزز من بنيتها التحتية وتجعلها في مستوى هذا الحدث العالمي الكبير. ورغم الطابع الاستراتيجي لبعض المشاريع التي يشرف عليها والي الجهة بشكل مباشر، إلا أن الواقع يكشف عن اختلالات كبيرة وتباطؤ واضح في تنفيذ عدد من الأوراش الحيوية.
مشاريع متعثرة ووعود مؤجلة
لا تزال الجماعة تعاني في تنفيذ مشروع تهيئة ساحة جامع الفنا، هذا المشروع الذي لم ينطلق بعد رغم مرور ثلاث سنوات من الاجتماعات والدراسات التي أعدها السيد إدريسي، ورغم المحاولات المتكررة التي قام بها مدير مؤسسة العمران المكلف من المصالح المركزية بالرباط، إلا أن الوضع لا يزال على حاله.
كما أن تدبير مخلفات الزلزال الذي ضرب الإقليم عرف هو الآخر بطئاً شديداً، حيث تم تجميد مستحقات المقاولات الصغيرة لأكثر من سنة، ما أدى إلى توقف الأشغال تقريباً بشكل كامل. الوضع ذاته ينطبق على مشروع HMR الذي يُعاني من غياب دائم للتقني المسؤول طارق، ما يُفاقم من تباطؤ تنفيذ الأشغال.
إنارة ساحة جامع الفنا… مشروع في الظلام
مشروع الإنارة التفاعلية والتزيينية بساحة جامع الفنا، الذي يُفترض أن يضفي حلة جمالية وأمنية على قلب المدينة، لم ير النور بعد، دون توضيحات رسمية بشأن أسباب هذا التأخر.
فضيحة مشروع القلعة الصغيرة
في خطوة مثيرة للجدل، قام مدير مؤسسة العمران بإطلاق مشروع صناعي في منطقة القلعة الصغيرة بقيمة تفوق 70 مليون درهم، دون الحصول على ترخيص مسبق من رئيس الجهة، ليتوقف المشروع منذ ستة أشهر وسط تساؤلات عن مدى احترام مساطر صرف المال العام ودور المفتشية العامة في فتح تحقيق نزيه في الموضوع.
مدير مؤسسة العمران… غياب للرؤية وانعزال عن الميدان
تشير مصادر محلية إلى أن المدير الجهوي لمؤسسة العمران لم يُقدم أي قيمة مضافة للمنطقة، واكتفى بمراسلات إدارية مع الإدارة المركزية في الرباط، في وقت تحتاج فيه المدينة لقيادة ميدانية فعّالة قادرة على إخراج المشاريع المتعثرة إلى الوجود.
أما مدير وكالة تامنصورت، فاتهمه عدد من الموظفين بممارسة التضييق والتحرش الإداري، إضافة إلى سوء تدبيره لمرحلة ما بعد الزلزال في إقليم الحوز، ورغم هذه التجاوزات، ما يزال يحظى بحماية من المدير العام المنحدر من نفس المدينة (مكناس).
حرب على الكفاءات وتضييق على الحريات النقابية
في خطوة وُصفت بالانتقامية وغير المفهومة، تم توقيع قرارات بإعادة انتشار موظفين معروفين بكفاءاتهم العالية وقدرتهم على التواصل، ما أثار غضباً داخل المؤسسة، كما تم تسجيل مضايقات تمس الحريات النقابية، وهو ما يُنذر بأزمة داخلية قد تؤثر على السير العادي للعمل.
أين هي المحاسبة؟
وسط هذا الواقع المقلق، تُطرح تساؤلات جوهرية من طرف ساكنة المدينة والفاعلين المحليين:
أين هو تدخل والي جهة مراكش آسفي لإعادة الأمور إلى نصابها؟ وأين هي رقابة المجلس الأعلى للحسابات لحماية المال العام وضمان شفافية تدبير المشاريع؟
أسئلة تبقى مفتوحة، في انتظار أن تتحول الشعارات إلى أفعال، وأن تستعيد مراكش بريقها ومكانتها كمحور أساسي في مشروع تنظيم كأس العالم 2030.
التعليقات مغلقة.