الانتفاضة // رشيد بن عمار
فقدت الدواوير الثلاث بجماعة بئر الطالب التابعة لإقليم سيدي قاسم شابًا يبلغ من العمر 14 سنة، يُعد من خيرة شباب دوار الفقرة الفحلين، حيث كان مثالًا للأخلاق الرفيعة وحسن السيرة بين أهالي المنطقة وأساتذته بمدرسة حفظ القرآن الكريم، وكان أيضًا من حفظة كتاب الله.
وقعت الحادثة المؤلمة عندما غرق الشاب في بركة مائية عميقة، يصل عمقها إلى أكثر من 12 مترًا، ناتجة عن إحدى المقالع المحيطة بالمنطقة. وحسب شهود عيان، هرع أهل الدوار إلى موقع الحادث، حيث بذل شاب من سكان الفقرة الفحلين جهدًا كبيرًا للبحث عن الغريق ولكن دون جدوى. تدخل بعدها شاب آخر وتمكن من انتشال الفقيد، وبعد ذلك حضرت السلطات المحلية إلى الموقع وسط حشود الأهالي من الدواوير الثلاث.
هذه البركة المائية، التي أودت بحياة ثلاثة شبان خلال السنوات الثلاث الماضية، تثير استياء الأهالي الذين طالبوا مرارًا وتكرارًا الجهات المسؤولة بردمها حفاظًا على حياة السكان، خاصة في ظل قربها من مدرسة لا تبعد سوى كيلومتر واحد.
ورغم إرسال العديد من الرسائل إلى الجهات المختصة، بما في ذلك المديرية الإقليمية للتجهيز وقسم الشؤون القروية بالعمالة، لا تزال هذه الحفر تشكل تهديدًا خطيرًا. ويتساءل الأهالي: أين المسؤولية؟ ولماذا لم تتحرك الجهات المعنية لتفعيل محتويات دفتر التحملات، ومتابعة عمليات الحفر المرخصة؟
وأمام هذا الإهمال، كادت ساكنة الدواوير الثلاث أن تنظم مسيرة احتجاجية إلى العمالة بعد دفن الفقيد لولا تدخل بعض الأطراف لتخفيف غضبهم، إلا أن أب الفقيد لا يزال مستمرًا في نقل مطالب الساكنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والوطنية.
ويعتزم الأهالي تنظيم مؤتمر صحفي بحضور مختلف وسائل الإعلام لتسليط الضوء على هذه القضية، ورفع صوتهم للمطالبة بإنهاء هذا الخطر الداهم الذي يهدد حياة شبابهم، خصوصًا مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
الحادثة المأساوية تسلط الضوء على ضرورة التحرك العاجل لردم الحفر الموجودة في المقالع بالكامل، لضمان سلامة السكان وحماية أرواحهم من الكوارث المتكررة. يبقى السؤال مفتوحًا: متى ستتحمل الجهات المسؤولة مسؤوليتها لحماية الأهالي وإنهاء هذه المعاناة؟