الانتفاضة//بقلم: حسن الخباز
جل ان لم نقل كل وسائل الإعلام المغربية تناولت اليوم خبر استنكار المجلس الوطني للصحافة لتصريحات حميد المهداوي، وكلها تقريبا كانت منحازة لراي مجلس مجاهد، فهل هذا يدل على ان المجلس على حق؟
بعد استدعاء المجلس لحميد المهداوي للمثول بين يديه لعقد محاكمة مهنية للأخير، خرج مدير جريدة بديل من خلال قناته عبر اليوتيوب ليشرح تفاصيل النازلة لقرائه ومتابعيه.
ومن بين ما قال في الفيديو الذي اثار ضجة كبرى وجدلا واسعا ان المجلس الوطني للصحافة لم يعد قراره بيده وان اياد إسرائيلية تتحكم فيه وفي قراراته وفق ما جاء في الفيديو.
واسباب نزول الفيديو المذكور هو استنجاد حميد المهداوي بالملك، حيث أكد انه بات يطالب حماية الملك له لكونه لم يعد يامن على حياته الخاصة ويتهم إسرائيل بالوقوف وراء معاناته هذه.
قال انه يتعرض لسلسلة هجومات بتحريض من الكيان المحتل وان مثل هذه التصرفات ليست من شيم المغاربة الاحرار ولا من طباعهم ولا أخلاقهم السامية لذلك فقد صار يخاف على حياته.
ومن بين ما جاء خرجة المهداوي الأخيرة: “عندي قرائن أن إسرائيل تستهدفني في المغرب ولا أعرف إلى أين يمكن أن تصل الأمور في المستقبل…، أحس بالخوف من إسرائيل وألمس ذلك لأني عندما أرى ما يجري لي من مشاكل أحس أن هناك توقيعا من يد واحدة هي إسرائيل (…) كثرة الشكايات والمحاكمات والمجالس التأديبية… هذا ليس صدفة بل هو مخطط، هناك تخطيط لشيء ما، لا يمكن للمجلس الوطني أن يقع في هذا الغلط…هناك جهة دخلت على الخط”.
أكد المهداوي في نفس الفيديو انه صديق لأغلب اعضاء اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة ويعرفهم شخصيا وان ما يتعرض له خارج إرادتهم وانه لا حول لهم ولا قوة فيما لحقه ويلحقه من اذى.
كما أكد انه لحد الآن لم يتسلم بطاقته المهنية رغم انه وضع ملفه بمقر المجلس يوم العاشر من شهر دجنبر للسنة الماضية ورغم مرور شهور مازال محروما من بطاقة الصحافة.
وقد خرجت اللجنة المعنية بالأمر عن صمتها عبر بيان ناري اتهمت من خلاله المهداوي بالتبعية لإسرائيل بعدما وجهت له الدعوة لمساءلته بخصوص بعض الشكايات التي توصلت بها ضده.
وهددت اللجنة بمتابعته قضائيا بسبب الاتهامات التي وجه لها فقط من اجل ارباح اليوتيوب، وطالبته بتزويدها بالقرائن والادلة التي يتوفر عليها بخصوص “المخطط الاسرائيلي” الذي ادعى انه يستهدفه.
وجاء في بيان اللجنة انه من شأن ادعاءات المهداوي المغرضة ان تشكل مادة دسمة يستغلها اعداء وخصوم الوطن ضد المملكة ورموزها ومؤسساتها وسمعتها التي ضربها المهداوي عرض الحائط كما ورد في البيان الناري للجنة.
وجاء في هذا البيان بالحرف: “ما تفوه به يكتسي خطورة بالغة، إذ يصور المغرب كما لو كانت مؤسساته مخترقة من طرف مخابرات دولة أجنبية، تفعل فيها ما تريد، الأمر الذي يطعن في صورة الوطن، وحصانة مؤسساته وكفاءة أجهزته ومصداقيتها”.
اتهامات كثيرة وجهت للصحافي المهداوي من مجلس مجاهد ومن وسائل إعلام أخرى منها من تتهمه بالإساءة للملكية عبر حشرها في ادعاءاته التي خرج بها عبر الفيديو الذي بثه على قناته الرسمية باليوتيوب في التاسع عشر من الشهر الجاري.
هل فعلا ما يتعرض له الصحافي حميد المهداوي يتم تدبيره بليل من قلب إسرائيل، متى تتوقف سلسلة المجالس التأديبية ضده، لماذا يتم حرمانه من بطاقته المهنية، هل هذا جزء من تأديبه والضغط عليه، هل يتدخل الملك لحمايته كما طلب، هل يتم تحقيق بشأن التحقق من ادعاءاته …
أسئلة كثيرة من هذا القبيل تبحث لها عن اجوبة شافية، كافية، وافية، والايام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة عنها او على الاقل عن بعضها، والراي العام المغربي ينتظر معرفة الحقيقة الكاملة بخصوص ملف المهداوي الذي اثار جدلا واسعا على الصعيد الإعلامي بالمغرب.
التعليقات مغلقة.