الانتفاضة // أميمة الفتاشي // صحفية متدربة
أعلنت بعض وسائل الإعلام ، بأن أسواق الأغنام والماعز في المغرب ، شهدت تأثيرا كبيرا نتيجة إشاعة إلغاء عيد الأضحى، التي تم تداولها بشكل واسع في مواقع التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة.
هذه الإشاعة أدت إلى حالة من القلق في صفوف تجار الأضاحي، الذين إعتادوا في هذه الفترة على شراء الحيوانات لتسمينها إستعدادا للعيد، فقاموا بتأجيل عملية الشراء إلى حين وضوح الصورة بشأن القرار الرسمي، وهو ما إنعكس سلبا على الطلب في الأسواق.
هذا التردد دفع المربين إلى تسريع عرض أضحياتهم للبيع قبل أن يتم التأكيد على صحة إشاعة الإلغاء، مما أسهم في زيادة العرض وإنخفاض الطلب في نفس الوقت.
وتشير المصادر المهنية، إلى أن تراجع الطلب على الأضاحي أدى إلى إنخفاض في أسعار الأغنام والماعز، حيث وصلت بعض الإنخفضات إلى نحو ألف درهم للرأس، مما يعكس حالة من القلق التي سادت بين المربين والتجار.
و في الوقت نفسه، لم يصدر أي بلاغ رسمي من الحكومة لتوضيح الموقف، مما جعل مربي الماشية يسرعون في عرض قطعانهم في الأسواق خوفا من أن تتأكد الإشاعة ولا يجدون من يشتري منهم.
ويزداد الأمر تعقيدا بسبب التكاليف الإضافية التي قد يتكبدها المربون، خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية، حيث إن مستوى التساقطات المطرية لم يكن كافيا، مما يزيد من التحديات التي يواجهها المربون.
ويترقب حوالي 214 ألف مربي ماشية، قدوم عيد الأضحى بفارغ الصبر، إذ أن هذا العيد يعد فرصة مهمة لهم لتعويض الخسائر التي تكبدوها جراء سنوات متتالية من الجفاف وإرتفاع الأسعار.
ويشمل هذا الرقم أيضا العديد من المربين الصغار الذين يعولون على هذه المناسبة لبيع ماشيتهم.
وفي العام الماضي، تجاوزت المعاملات التجارية للأضاحي في المملكة 15 مليار درهم، ما يعادل حوالي 1500 مليار سنتيم، وهو رقم يعكس الزيادة الملحوظة في أسعار الأضاحي خلال السنوات الثلاث الماضية.
ومن المتوقع أن يتراوح متوسط سعر الأضحية لهذا العام حوالي 3 آلاف درهم، مع العلم أن الطلب لن يقل عن 5 ملايين رأس، مما يعكس حجم السوق الكبير وأهمية هذه التجارة في الإقتصاد الوطني.
ومع إستمرار غياب توضيح رسمي من الحكومة حول مصير العيد، فإن أسعار الأضاحي مرشحة لمزيد من التراجع إذا إستمر هذا الغموض، مما قد يساهم في زيادة معاناة المربين والتجار في الأسابيع القادمة.
إن إستمرار هذا الوضع يثير تساؤلات كثيرة لدى مربي الماشية والتجار حول مصير مبيعاتهم، و في وقت حساس يترقب فيه الجميع مزيدا من الوضوح من الحكومة، خاصة في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها العديد من سكان البوادي.
التعليقات مغلقة.