أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن سقوط بشار الأسد يمثل “فرصة تاريخية” للشعب السوري بعد سنوات من القمع والمعاناة. وبينما تعيد المعارضة المسلحة رسم مستقبل البلاد، تُثار تساؤلات حول المخاطر المحتملة من فراغ السلطة. في أول تعليق أمريكي شامل على سقوط الرئيس السوري بشار الأسد بعد سيطرة المعارضة على دمشق، وصف الرئيس جو بايدن اليوم الأحد (الثامن من ديسمبر) الحدث بأنه « فرصة تاريخية للشعب السوري »، مؤكدًا التزام واشنطن بدعم المرحلة الانتقالية والعمل مع الشركاء لإدارة المخاطر المتزايدة في المنطقة.
بايدن أكد أن نظام الأسد الذي ارتكب « أعمالًا وحشية » ضد شعبه يجب أن يُحاسب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستبقى يقظة تجاه أي محاولات لاستغلال الفراغ السياسي في سوريا، سواء من قبل الجماعات المتطرفة أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
في تصريحاته بالبيت الأبيض، شدد بايدن على أن القوات الأمريكية ستظل موجودة في سوريا « في المستقبل المنظور » لضمان عدم عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الظهور. وأكد أن القوات الأمريكية نفذت بالفعل ضربات دقيقة استهدفت معاقل التنظيم داخل سوريا، مضيفًا: « لن نسمح لتنظيم الدولة الإسلامية باستغلال هذه اللحظة ».
ويتمركز حوالي 900 جندي أمريكي في سوريا، مكلفين بمهمة قتال تنظيم الدولة الإسلامية. وأشار بايدن إلى أن القوات الأمريكية نفذت خلال الساعات القليلة الماضية « غارات جوية دقيقة » على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وأكد بايدن قائلا: « سنظل يقظين »، مضيفا أن هذه اليقظة تنطبق أيضا على الجماعات المتمردة التي أطاحت بالأسد.
وفيما يتعلق بالجماعات المعارضة التي أطاحت بالأسد، أشار بايدن إلى وجود بعض الفصائل ذات السجل المظلم في مجال الإرهاب وحقوق الإنسان، قائلًا: « سنقيّم أفعالهم وليس أقوالهم فقط ».
واستطرد قائلا: « لا تخطئوا الظن، فبعض الجماعات المتمردة التي أطاحت بالأسد لها سجلها المروع في مجال الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان ». واختتم بايدن بالقول إن الحكومة الأمريكية ستدعم أيضا الدول المجاورة لسوريا، ومنها الأردن ولبنان والعراق وإسرائيل، في حالة ظهور تهديد من سوريا، واصفا هذه المرحلة بأنها « لحظة مخاطرة وعدم يقين » في الشرق الأوسط.
التعليقات مغلقة.