الانتفاضة // محمد المتوكل
لازالت القضية الفلسطينية تراوح مكانها وذلك بسبب الاجرام الصهيوني المتواصل على الاراضي الفلسطينية، والذي كان ولا زال للاسف الشديد يساهم بشكل او باخر في قتل الشعب الفلسطيني وابادته بشكل يومي، وذلك امام مراى ومسمع العالم العربي المنافق، والذي يكتفي بالشجب والتنديد، مقابل العالم الغربي الذي يقدم كل اشكال الدعم المادي والمعنوي للمستعمر الصهيوني وذلك من اجل قتل الابرياء واضطهاد الضعفاء وسبي النساء وتهجير العزل، ودك المنازل وتسويتها على رؤوس الفلسطينيين العزل
وفي هذا السياق وجه الملك محمد السادس، خطابا إلى القمة الثالثة والثلاثين لجامعة الدول العربية التي افتتحت أشغالها اليوم الخميس بالمنامة بمملكة البحرين، جدد فيه دعم المغرب لفلسطين، متأسفا بالمقابل على غياب التكامل الاقتصادي بين بلدان المنظمة وعدم قيام اتحاد المغرب العربي بأدوراه.
وأكد الملك محمد السادس، اليوم الخميس، في كلمة تلاها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن “انعقاد هذه القمة الهامـة، في ظرفية عصيبـة، جهويا ودوليا، يجسد حرصنا المشترك على مواجهة القضايا الملحة لأمتنا العربيـة، وفق رؤية استشـرافية وواقعيـة، تروم النهوض بالأوضاع الراهنـة، ورفع التحديات الأمنية والتنموية التي تواجههـا”.
وأشار إلى أن الظروف الصعبة التي تمر منها القضية الفلسطينية، جراء العدوان الإسرائيلي السافر على قطاع غزة، “تجعلنا أكثر إصراراً على أن تظل القضية الفلسطينية هي جوهر إقرار سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط”.
وجدد العاهل المغربي “التأكيد على دعمنا الثابت للشعب الفلسطيني الشقيق، من أجل استرجاع حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وذات السيادة، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين”.
وتابع “لقد أبانت الأعمال الانتقامية في قطاع غزة عن انتهاكات جسيمة تتعارض مع أحكام القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني”، مضيفا “لذلك نجدد إدانتنا القوية لقتل الأبرياء. كما نؤكد أن فرض واقع جديد في قطاع غزة، ومحاولات التهجير القسري للفلسطينيين، أمر مرفوض، لن يزيد إلا من تفاقم الأوضاع، ومن زيادة حدة العنف وعدم الاستقرار”.
وشدد الملك محمد السادس على أن قطاع غزة “جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، ومن الدولة الفلسطينية الموحدة، مشددين على ضرورة الإسراع بتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة بأكمله، وبكيفية مستدامة، وتعزيز حماية المدنيين العزل”.
وبصفته رئيس لجنة القدس، أردف الملك “سنواصل وبتنسيق وثيق مع أخينا فخامة السيد محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، بذل المساعي الممكنة للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي والحضاري للمدينة المقدسة”.
وبالموازاة مع ذلك، يضيف الملك “نواصل من خلال العمل الميداني الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس، الذراع التنفيذية للجنة القدس، إنجاز خطط ومشاريع ملموسة، تروم صيانة الهوية الحضارية للمدينة المقدسة، وتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للمقدسيين، ودعم صمودهم وبقائهم في القدس”.
أما فيما يخص الأوضاع الأليمة والمؤسفة، التي تعيشها بعض الأقطار العربية الشقيقة، أفاد الملك أن المملكة المغربية “يحذوها الأمل في أن تستقر الأوضاع بهذه البلدان، على أساس تغليب الحوار والمبادرات السلمية، بعيدا عن منطق القوة والحلول العسكرية، للوصول إلى حلول عملية ناجعة ومستدامة”.
وسجل العاهل المغربي بكل أسف، أن “التكامل والاندماج الاقتصادي، بين بلدان منظمتنا، لم يصل بعد إلى المستوى الذي نطمح إليه، رغم توفر كل مقومات النجاح لدى دولنا”.
وأكد على أن هذا الوضع، “ليس قدراً محتوماً، وإنما يتطلب اعتماد رؤية واقعية، تؤمن بالبناء المشترك، وتستند إلى الالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية، والامتناع عن التدخل في شؤونها وعن زرع نزوعات التفرقة والانفصال”.
وفي هذا السياق، تأسف الملك من جديد، على “عدم قيام اتحاد المغرب العربي بدوره الطبيعي، في دعم تنمية مشتركة للدول المغاربية، ولاسيما من خلال ضمان حرية تنقل الأشخاص ورؤوس الأموال والسلع والخدمات بين دوله الخمس”.
وشدد ملك المغرب على أن “مستقبل أمتنا العربية يظل رهينا بإيجاد تصور استراتيجي مشترك، وتوفر إرادة سياسية صادقة، لتوطيد وحدتها ورص صفوفها، بما يخدم المصالح المشتركة لشعوبنا، وتحقيق تطلعاتها إلى المزيد من التفاهم والتواصل والتكامل بين مكوناتها”.
وهو ما يقتضي، وفق الملك، “إعطاء عناية خاصة لثروتنا البشرية، وفي مقدمتها الشباب العربي، وفتح آفاق التأهيل والارتقاء أمامه، لاسيما من خلال تمكينه من وسائل وآليات التعليم والتكوين الحديثة، وتوفير المزيد من فرص الشغل في مختلف المجالات، بما يؤهله للانخراط في الحياة السياسية والاندماج الاقتصادي والاجتماعي”.
وأضاف “ذلك أن إعداد وتأهيل شباب واع ومسؤول، هو الثروة الحقيقية لدولنا، وهو السبيل الأمثل لتعزيز مكانتها، وجعلها قادرة على النهوض بقضاياها المصيرية، وأن تكون فاعلا وازنا في محيطها الإقليمي والدولي”.
بقي ان نشير الى ان جهود ملك البلاد كانت ولا زالت وستبقى بحول الله مستمرة ومتواصلة في نصرة القضية الفلسطينية، والعمل على الدفع بعجلتها من اجل الحلحلة، فضلا عن التعريف بها، وحشد الدعم لها والامر بتقديم كل اشكال الدعم والمساندة لاهلنا في فلسطين المحتلة، رغم ضعوبة الظروف وعدم توازم ميزاان القوى، وغيرها من العوامل التي تقف حجرة عثرة في وجه حلحلة القضية الفلسطينية.
التعليقات مغلقة.