جماعة العدل والاحسان ومن لا يعرفها جماعة ولدت من رحم الشعب وتعيش بين الشعب وتمارس طريقتها المنهجية في التعبير عن ارائها ومواقفها والتي غالبا ما تلقى معارضة شديدة من قبل المخزن، الا انه تسعى في كل حطة الى ابراز مواقفها وتوجهاتها وتصريف برامجها من اجل ان تقول للمجتمع ها انذا، رغم انها تمارس ممانعة قوية وتتحصن بمجموعة من المتاريس والتي تراها اساسية في التغيير الديمقراطي والاصلاح الجذري لاليات الدولة والمجتمع على حد سواء.
وفي هذا السياق ففي جوابه على سؤال لاحدى وسائل الاعلام، بشأن تصورات جماعة العدل والإحسان لنوع النظام السياسي الأمثل وشكل الملكية به، قال عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة، عمر أحرشان، “إننا نتبنى ونفضل نظاما سياسا ديمقراطيا شكلا ومحتوى”.
وأضاف أحرشان، على هامش ندوة صحفية نظمتها العدل والإحسان، الثلاثاء، بالرباط، لأجل الإعلان عن وثيقتها السياسية، (أضاف) “جر الحوار العمومي نحو الأشكال فيه تشتيت للطيف السياسي، لأن من بين أولوياتنا؛ وجود مشهد سياسي يقوي جبهة محاربة الفساد والاستبداد وقادر على إحداث توازن في القوى”.
وتابع المتحدث “نحن نفضل أن نتحدث عن المحتوى، لقد فصلنا في الوثيقة السياسية التي قمنا بعرضها اليوم أكثر بشأن المحتويات والمضامين وأهم الركائز التي من الممكن أن ينبني عليها نظام سياسي ديمقراطي”.
في هذا السياق اعتبرت الوثيقة أن ما يناهز 30 حكومة تعاقبت على المغرب هو “الضعف وعدم الفعالية والخضوع للوصاية، والخضوع للملك ولمستشاريه حيث لا تكون مستقلة خاصة فيما يتعلق بالاختيارات والقرارات الاستراتيجية”.
وبحصوص حدود الاختلاف وشروط التنسيق مع التيارات اليسارية، أوضح أحرشان أن المرحلة الحالية ليست لبناء تحالفات على أساس إيديولوجي أو هوياتي، وأن الاصطفاف الأساسي بالنسبة للجماعة هو من ضد الفساد والاستبداد، مضيفا، “من يصطف ضد الفساد والاستبداد بإمكانهم تشكيل جبهة تحدث ميزا قوى لمحاربته”.
واستطرد قائلا “لا تختلف علاقتنا باليسار، مع علاقتنا بالإسلاميين أو الوطنيين أو القوميين أو الأمازيغ، المهم من الذي يحارب الفساد والاستبداد”، معتبرا أن اللحظة الراهنة “تحتاج مهمتين اثنتين هما تغير ميزان القوى، وتهيئ الظروف من قبل الطيف السياسي الذي يحارب الفساد والاستبداد حتى يتسنى فيما بعد التنافس وفق إطار معدا سلفا ووفق قواعد موضوعة سلفا ومتفق عليها”.
وكانت جماعة العدل والإحسان قد عقدت أمس الثلاثاء ندوة صحفية خصصتها للإعلان عن وثيقة سياسية تخصها، قال عنها عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة، محمد باسك منار، إنها تتموقع بين التصور الاستراتيجي العام والبرنامج التفصيلي التمهيدي.
يشار الى ان جماعة العدل والاحسان والتي اسسها الراحل عبد السلام ياسين رفقة مجموعة من رفاق الدرب، كانت ولا زالت تمارس سياسة الممانعة ضد ما تسميه بالمخزن وضد ما تسميه كذلك بالاستبداد، وانها لن تقبل المشاركة السياسية في الانتخابات وفي المنظومة السياسية القائمة وبكل اشكالها حتى يتبين للجماعة بان شروط اللعبة السياسية اقد اكتملت، وانها تمارس دورها في المجتمع تاطيرا وتوجيها وانها تسعى من خلال كل تصوراتها وافكارهها وتوجهاتها ووثائقها الى خلق جبهة قوية تمارس حقها في التعبير والتغيير.
التعليقات مغلقة.