الشباب بين مطرقة الفقر و سندان البطالة “مغاربة البركاصات”

الانتفاضة / اسامة السعودي

ارتفعت نسبة البطالة داخل المجتمع المغربي، حيث تجد العديد من الشباب يتجولون في الشوارع وهم بدون عمل، و ما أثار انتباهي و بالأخص في مدينة “مراكش” المدينة العتيقة، أن هناك فئة كبيرة من الشباب الذين يعتبرون عماد و مستقبل البلاد، عاطلون عن العمل، و الغريب في ذلك يجعلون من حاوية الأزبال مورد رزقهم الوحيد، اذ تجد شابا في أوج عطائه يبحث في الأزبال و (يبقشق) في الحاويات عن “قنينات” و يبحث عن “الخبز” وما تبقى من المشروبات و”المعلوفات” المغربية، او أشياء أخرى ك”الكانيطات” والزجاج و “الكارتون”،وغير ذلك مما من شانه ان تشكل قيمة إضافية له في حياته البئيسة والفقيرة والمشلولة ماديا ومعنويا. و بعض شضايا الأكل، إما من أجل أن يملئ به بطنه أو إعادة بيعه.
و الغريب في الأمر أنك ترى شخصا فوق عربته او كما يطلق عليها “مول الكارو” يتسكع في الأزقة و الشوارع، و يطلب من السكان أن يخرجوا له “أزبالهم” حتى يتمكن من جمع العديد منها، و يقوم بتصفيتها و الاحتفاظ بالأشياء المهمة و بيعها و ترك البقية لحاجة ما.
خاصة وان مراكش تعتبر بابا مفتوحا في وجه الأجانب، و يجعلون من مدينة مراكش قبلة لهم حيت تتميز بمعالمها التاريخية و آثارها القديمة و حسن ضيافة و كرم أهلها مع الزوار و مشهورة بأكلة “الطنجية” و غيرها من المؤكولات الشهيرة و المعالم التاريخية، وأن اقتصاد المدينة يقف على كثرة السباح الأجانب الذين يحجون بكثرة من مختلف الدول و القارات عبر العالم، بمعنى يجب أن تكون هذه المدينة في قيمة الحضارة و الرقي، و يجب أن تكون شوارعها و أزقتها في غاية من الجمال و الأناقة.
فلا يجب الاكتفاء و إعطاء الاهتمام للمناطق التي يتوافد عليها السياح “كساحة جامع الفنا، و الكتبية و جيليز” و غيرها من الأماكن الراقية، كما يجب النظر كذلك إلى أحوال الشباب المهمشين في الهوامش، فلا يعقل ان تجد دولة تعطي كامل اهتمامها للأجانب و الغرباء و تشرد أبنائها، فما مصير الشباب اذن و الذين يجعلون من الحاوية مكسبهم الوحيد؟؟؟.
ربما يكون هذا الشاب حاصل على شواهد ولم يتوفق في ايجاد عمل قار، وربما يكون “أميا” بدون شواهد و لكن من حقه أن يحصل على شغل في بلاده، فإذا مرا أجنبي من جانب الحاوية و رأى شخصا يجمع الأزبال فقد يلتقط له صورة و ينشرها على حسابه الخاص، و قد يضيف عليها تعليقا حسب تصوره لهذه الحالة، و نحن على دراية ان الأجانب لهم اهتمام كبير بالتقاط الصور و توثيق الأحدات و التعليق عليها و مشاركتها مع الأصدقاء و الاحباب.
ففي رأي المتواضع يجب على المسؤولين في جهة مراكش  التصدي لهذه الظاهرة، و محاولة القضاء عليها ولو بشكل نسبي، و إيجاد حل لهؤلاء الشباب الضائع، الذين ليس لهم حيلة تخلصهم من هذه المعاناة، ووجب اعطاء صورة جيدة لبلادنا أمام الزوار الأجانب حتى نعطي صورة حضارية وراقية للجميع.
لقد حان الأوان اذن  ان نعيد التفكير في سن استراتيجية وطنية شاملة من اجل ان نعيد لمغاربة “البركاسات” الاعتبار لانهم جزء منا ونحن جزء منهم وما يصيبهم يصيبنا وما يهمهم يهمنا وما يضرهم يضرنا.

التعليقات مغلقة.