رأى عبد العزيز المسيوي النور في 18 يونيو 1944 بمراكش، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام، ليستقر أكثر في الدار البيضاء، حيث انخرط في فريق الرجاء الرياضي سنة 1969، وكان من مؤسسي الكونفدرالية الدمقراطية للشغل وحزب الاتحاد الدستوري، الذي صار أمينا له لفترة بعد وفاة المعطي بوعبيد، كما كان عضوا في البرلمان الدولي ومسؤولا حكوميا مكلفا بشؤون المغرب العربي بين سنتي 1995 و1996. كان الراحل وراء كتابة نصوص قانون الاحتضان منتصف الثمانيات في عهد الوزير السابق للشبيبة والرياضة عبد اللطيف السملالي، ومن منظمي ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983، ومن مرافقي الوفد المغربي إلى الألعاب الأولمبية سنة 1984 بلوس أنجلوس. وارتبط اسم الراحل بالرجاء الرياضي الذي تقلد فيه عدة مناصب تسييرية، وفاز معه بلقب البطولة الوطنية سنة 1988، وكأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1989، كما تولى مهام الكتابة العامة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لسنوات، ورافق المنتخب الوطني في مجموعة من التظاهرات الدولية. يقول محمد النصيري، المسير الرياضي، “كان المرحوم رجلا عصاميا. جسد عصامية نادرة، سواء في تكوينه الثقافي أو المهني، فقلما عرفه كثيرون حتى سطع نجمه على المستوى الرياضي، بمعية الأستاذ الكبير عبد اللطيف السملالي، الذي اقتنع بكفاءاته، فكان واحدا من فريقه الذي اعتمد عليه في تنظيم الألعاب المتوسطية لسنة 1983”.
وكان المرحوم المسيوي مرجعا في الميدان الرياضي في التأليف والقوانين والحضور الدائم، مجسدا قدرته على تجاوز وضعيته الصحية التي جعل منها عامل قوة وشحنة إضافية للعطاء والابتكار، إذ سهر الليل ليهيكل حزب الاتحاد الدستوري، كحزب خرج من معطف مرحلة في تاريخ المغرب، كان رائده الراحل المعطي بوعبيد ورفيق دربه عبد اللطيف السملالي، وكان رجلا ذا ثقافة واسعة، وكفاءة المسيوي ومؤهلاته جعلته عنصرا استراتيجيا في الحزب والحكومة والفرق البرلمانية والجماعات المحلية والرياضة، “فقد تجمع فيه ما تفرق في غيره، ولم يعرف معنى الهزيمة إلا مرة واحدة، حين غلبه المرض”.
فقليل من ابناء و بنات اقليم الحوز، خصوصا الشباب منهم، من يعلم ان المرحوم عبد العزيز المسيوي، النائب البرلماني الذي تقلد العديد من المسؤوليات السياسية و الرياضية الكبيرة، هو صاحب قانون منع التدخين ببعض الأماكن العمومية و قانون رعاية المعوقين الذي تمت المصادقة عليه بالاجماع. المرحوم المسيوي ابن اقليم الحوز البار، كان نقطة مشرقة في البرلمان المغربي خلال الفترة التي كان فيها نائبا برلمانيا عن دائرة ايت اورير، كما اعتبره كثيرون من معاصريه نقطة فارقة في الشأن السياسي و الجمعوي باقليم الحوز. و للاشارة، فالمرحوم المسيوي هو والد امين المسيوي رئيس جماعة زرقطن الحالي الذي يقوم بمجهودات جبارة لتنمية المنطقة و النهوض بأوضاع ساكنتها.
التعليقات مغلقة.