الصاروخ : وجه من وجوه الفرجة بساحة جامع الفنا

الانتفاضة

وجه من وجوه الفرجة بساحة جامع الفنا. طويل القامة، يداوم على تصلاعت، ويحب أن يرتدي بانطالونا من نوع جينز أزرق وقميصا أبيضا. الصاروخ من الحلايقية الذين كانوا يمتلكون دراجة نارية من نوع موبيليت عسلية، يركنها وسط الحلقة ويقرأ المعوذتين أو ما تيسر من القرآن الكريم ليبدأ الحلقة. والصاروخ من حفظة القرآن المجيدين. بل ويدخل مع رواد الحلقة وفقهاء الساحة في تحدي حول استعادة أحزاب معينة من الجمهور ليتمم القراءة بدون توقف. عجيب أمر هذا الصاروخ الذي كان ينصحنا بحفظ القرآن، ويأمرنا بحسن الإنصات كأننا في قسم مدرسي. وكثيرا ما كان يطرد بعض المشاغبين منا. له طريقة خاصة في الحكي يقول عنه غويتصولو”داعية مبجل وراو وقح، يبدع حكايات لاذعة عن جحا الساذج والمحتال، إنه يتقن بيسر لغة جد غنية، موظفا استعارات تلميحية ومراوغة، تتأرجح كأسهم حول الهدف الجنسي الذي يظل مضمرا. بهيأته الضخمة ـ رأس أصلع وتعاظم بطن منتفخة ـ ترسخ في تقليد قديم للساحة، جسّده لوقت طويل ‘برغوت’، أما جذورها فتعود إلى أزمنة أكثر رعبا وقساوة، حينما كان الجلادون ينصبون المشانق لمعارضي حكم السلطان المهيب، حتى يصيروا عبرة، وهم يتمايلون عند المرعبة ‘أرجوحة الشجعان’، أمام أعين جمهور صامت وخائف.”
توفي عبد السلام الصاروخ عام 1995. رحمه الله رحمة واسعة.

التعليقات مغلقة.