عبد اللطيف سندباد … أنت ما تفكر به

الانتفاضة

أنت ما تفكر به، وما تسعى للتفكير فيه، يسعى إليك، ويتوسع بازدياد حثيث، خارج كل القواعد والمبادئ المنطقية، فأن تركز على ما تمتلكه من أفكار في رحلة الحياة، ليس إلا ما تشكله الأفكار داخلنا، من هنا تكتسب الأفكار قوتها في عالمنا وتستوعب الزمن المطلق، إذ الوجود والموجود مبني على حالة التفكير فيهما، ولا يمكن أن يتوجدا إلا إذا تأثر العقل بهما، واقتدر على إبراز حالتهما، نفس الامر ينسحب على أنساق المعارف والقيم فهي ما نراها بداخل عقولنا، ونرغب في تطويرها وتحسينها، وبالتالي فتصرفاتنا تجاه هذه الانساق  الفلسفية الكبرى التي تحكم الكون هي انعكاس للأفكار الخاصة التي يحملها المرء عن تلك الأنساق، إن حياتنا الماضية واللحظة الراهنة المعيشة ما هي إلا فكرة، وكذلك المستقبل ما هو إلا فكر خالص، ونفس الأمر بالنسبة للحسن والقبيح، فليس هناك ما هو حسن وما هو قبيح، إذ التفكير هو الذي يجعلنا نرى الموضوع على أنه حسن أو قبيح، مع إمكانية تغييرهما أو استبدالهما أو تعديلهما.

إن الفكر ليس مجرد كيان لا مرئي لدى الإنسان، بل هو حقيقة وكينونة الانسان، بقدر ما يوجد داخله – كآلية داخلية – بالإمكان أن يوجد خارج الإنسان، ويصبح موضوعا وقضية كونية جديرة بالاعتبار، فما أن تفكر في شيء حتى يمثل أمامك، ويصير جزء منك، فتجسيد التجارب العلمية والتصورات الإبداعية هو ما يشعر به العالم والمبدع ويفكر به كل يوم، كما أن تغيير العادا واستبدالها رهين إعمال فكري ومعاملة الكيان الجسدي الذي يحمله بطرق أكثر صحية، لأن الإنسان في حد ذاته كيان روحي يحمل تجارب إنسانية، إنه روح في جسد وليس جسدا في روح حسب وين داير في كتابه” سوف تراه عندما تؤمن به “، وتقوده الإرادة والرغبة إلى تحقيق ما يفكر به ويتخيله بالعودة إلى الماضي أو بالهروب إلى المستقبل، فلا قيود على خلق الأفكار، وهي غير خاضعة لمبدأ المحاكاة، أو الانعكاس الشرطي، أو الإلهام، إن عملية التفكير كلية جامعة م صنع عقولنا، وكل ما نقوم به هو في الحقيقة ناج ع الصورة الي وضعاها في عقولنا قبل قياما بمحاولة التجسيد، إن قوة الأفكار – كما يقول نابليون هيل في كتابه ” فكر تصبح غنيا ” – في قدرتها على أن تصبح أشياء ملموسة، لحظة مزجها بالرغبة المشتعلة، والإيمان القوي، والمثابرة المستمرة، والخيال الخلاق … بغض النظر عن مالك الفكرة، فالأفكار المهيمنة على عقولنا تجذب بذبذباتها ما يماثلهامن ثروات وقوى وأشخاص وظروف ….

التعليقات مغلقة.