تغيير الوظيفة : مكسب مهني أم وصفة سريعة للإرهاق المرضي ؟

الإنتفاضة

يلجأ العديد من الموظفين إلى تغيير وظائفهم بحثاً عن فرص أفضل، راتب أعلى، بيئة عمل صحية، أو توازن بين الحياة الشخصية و المهنية.

تبدو هذه الخطوة خياراً مغرياً، و لكنها غالباً ما تأتي مع مجموعة من التأثيرات الصحية التي يخفيها الحماس الأولي، و قد لا تظهر إلا بعد مضي بعض الوقت.

أظهرت دراسة يابانية شملت حوالي 20 ألف شخص أن الذين غيّروا وظائفهم خلال العام السابق كانوا أكثر عرضة للشعور بالصداع و التعب و إضطرابات النوم، خاصة أولئك الذين يبدؤون تجربة جديدة للمرة الأولى، حيث تكون التحديات أكبر.

و في بلجيكا، أظهرت دراسة متابعة على مدى سبع سنوات شملت أكثر من عشرة آلاف عامل أن الإنتقال إلى وظيفة تختلف من حيث الضغوط النفسية و الجسدية يزيد من إحتمال الإصابة بأمراض قلبية و عضلية و نفسية، خاصة إذا ترافقت التغيرات بنمط عمل ليلي، ضوضاء مفرطة، أو حمل جسدي كبير.

من جهة أخرى، فإن التغير يوفر فرصا إيجابية : الكثير من الأشخاص الذين إنتقلوا لوظيفة تناسب قيمهم و مهاراتهم أو توفّر بيئة أقل توتراً، لاحظوا تحسناً في النفسية، نوماً أفضل، طاقة أعلى، و إنخفاضا في أعراض القلق و التوتر.

لكن ما بين المكاسب و المخاطر يقف عاملان حاسمان : كيف و متى و ماذا تغيّر في الوظيفة الجديدة ؟ فالوضع المالي، مستوى الإستقرار، الدعم الإجتماعي، و ضغط العمل و حتى طبيعة المهام اليومية كلها تؤثر بشكل كبير على ما إذا كان تغيير الوظيفة خطوة صحّية أم عامل مفاقم للمخاطر الصحية.

إن كنت تفكّر في الإنتقال إلى وظيفة جديدة، فكر جيداً في طبيعة العمل، عدد ساعات العمل، إمكانيات الراحة النفسية، و قدرتك على التأقلم قبل الإقدام على القرار؛ لأن الإنتقال المهني ليس مجرد تغيير في المسمى الوظيفي، بل مغامرة صحيّة قد تكسبك الكثير أو تكلفك أكثر مما تتوقع.

التعليقات مغلقة.