الزواج: بحث عن السلام لا ساحة حرب

الانتفاضة

الزواج ليس للمرأة التي تُدمن الجدال، أو تُصر على التمرد، أو تُلح بالزن المستمر. فالرجال لا يتزوجون بحثًا عن تقلبات عاطفية، أو نقاشات فكرية لا تنتهي، أو صراعات أشبه بحروب داخل المنزل. ما يسعى إليه الرجال في الزواج هو السلام.
ليس مجرد راحة عابرة، بل السلام.
ليس فقط إنجاب الأطفال، بل السلام.
ليس مجرد علاقة جسدية، بل السلام.
قد تكونين جميلة، رائعة، وسيدة بكل ما للكلمة من معنى.

لكن إذا شعر الرجل أن كل محادثة بينكما تتحول إلى معركة، فلن يعود إلى منزله سعيدًا أبدًا.

تذكري، الرجل يبحث عن ملاذ آمن، لا ساحة حرب.
1. الرجل يبحث عن ملاذ آمن لا شريكة نقاش
بعد يوم طويل مليء بالضغوط، المواعيد النهائية، وزحمة المرور، اللحظة التي يدخل فيها الرجل من الباب يجب أن تكون بداية للهدوء، لا لتصاعد التوتر. لكن ما يحدث أحيانًا هو وابل من الأسئلة أو الاتهامات:
* “لماذا لم ترد على رسالتي بسرعة كافية؟”
* “لماذا لم تقبل اقتراحي؟”
* “لماذا تبدو سعيدًا ونشيطًا بالخارج وكسولًا صامتًا في البيت؟”
* “لماذا تفعل الأمور دائمًا على طريقتك؟”
هكذا يجد الرجل نفسه مضطرًا للدفاع عن نفسه في منزله. لم يتزوجكِ ليستجوب، بل لأنه ظن أنكِ ملاذه الآمن. لكنه يكتشف لاحقًا أنه في قاعة محكمة لا تنتهي جلساتها.
2. الجدال المتكرر يهدم جسور الاحترام
نعم، الرجال يريدون نساء ذكيات وقويات. لكن لا أحد يرغب في أن يتم تصحيحه أو انتقاده على مدار الساعة. في كل مرة تشككين في كل حركة يقوم بها، وفي كل مرة تتحدين فيها كل كلمة يقولها، أو تصححين له كأم لا كزوجة، هو لا يسمع كلمة “نضج”. بدلًا من ذلك، يسمع بوضوح: “أنتِ لا تحترمينني”.
وماذا يحدث عندما يفقد الرجل احترامه في منزله؟ إما أن يصمت تمامًا، أو يختفي تدريجيًا. الاحترام هو أساس العلاقة الزوجية المستقرة.
3. النكد ليس وسيلة للتواصل، بل ضجيج منفر
هناك سبب وراء الأمثال القديمة التي تقول: “العيش على السطح أفضل من العيش في الداخل مع امرأة ملحة”.

دعِ هذا يترسخ في ذهنك: قد يفضل الرجل مواجهة المطر والطقس السيئ على مجرد سماع تذمرك المستمر.
الرجال ليسوا كاملين، لكنهم يتذكرون جيدًا نبرة الصوت، والضغط النفسي، والإذلال.

الرجل الذي كان يركض إليكِ ذات مرة بشغف وحب، سيسلك الآن طرقًا ملتوية ليتنفس قليلًا بعيدًا عنك.
4. الزواج شراكة، لا صراع على القيادة
بعض النساء لم يتم تربيتهن على الشراكة، بل على المنافسة. كل شيء يتحول إلى تحدٍ، وكل اقتراح يُنظر إليه على أنه هجوم، وكل خلاف يصبح صراعًا على السلطة.
لكن الرجل لا يريد أن يخوض صراعًا يوميًا. هو لا يحتاج إلى رئيس، ولا إلى ناقد دائم، ولا إلى مرآة تعكس عيوبه باستمرار. هو يحتاج إلى امرأة تسمح له بالقيادة بسلام وعزيمة، لا بجنون العظمة والسيطرة.
5. الزواج استسلام “للأنا” من أجل الشراكة
الزواج ليس محاضرة، ولا حملة نسوية، ولا اختبارًا للسيطرة. إنه استسلام يومي “للأنا” من أجل بناء شراكة حقيقية مبنية على التفاهم والمودة.
إذا كنتِ لا تزالين مسلحة بصدمات الطفولة، وإذا كان كل رجل يذكرك بوالدك الغائب، وإذا كان كل خلاف يحفزك على البقاء في وضع دفاعي، فأنتِ لستِ مستعدة للزواج بعد.
الرجل الذي تدّعين حبه ليس عدوكِ، وليس خصمكِ، وليس مشروعًا لتغييره.

هو زوجكِ، شريك حياتكِ. وإذا لم يكن السلام جزءًا من عرضكِ، فلا تتفاجئي عندما يختار الصمت بدلًا من الحديث، والتباعد ثم الجفاء.
الخلاصة: حافظي على السلام الزوجي
الرجال لا يرحلون لأنكِ قوية، بل يرحلون لأنكِ صاخبة ومُرهقة. المرأة العصرية قادرة على كل شيء: كسب المال، تربية الأطفال، قيادة الفرق، والفوز في الجدالات.
لكن اسألي نفسكِ بصدق:
* هل يمكنكِ الحفاظ على السلام في علاقتكِ؟
* هل يمكنكِ الخضوع دون مقاومة عندما يتطلب الأمر ذلك لمصلحة العلاقة؟
* هل يمكنكِ الوثوق بحدسه دون أن تلقي عليه المحاضرات واللوم؟
* هل يمكنه التعبير عن ألمه دون أن تشعري بعدم الاحترام أو الهجوم؟
الزواج ليس للمرأة المتمردة، أو الجدلية، أو الملحّة. إنه للمرأة التي تعرف كيف تتحدث… دون أن تطعن. كيف تختلف… دون أن تهين. كيف تحب… دون تمرد أو ثورة.
لا تقاتلي الرجل الذي وُجد كي يقاتل من أجلك، فيجد نفسه يقاتلك.

التعليقات مغلقة.