تعاطف معها العالم وتابعوا قصتها باهتمام كبيرة.. الطفلة التي قتلها والداها بالإهمال والإستهتار.. وهذه رواية عمها لما وقع

الانتفاضة // حسن الخباز

في كارثة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، تم العثور مساء أمس الإثنين على جثة الطفلة مريم بالساحل التونسي بعدما جرفتها الأمواج قبالة شواطئ مدينة قليبية بولاية نابل شمال شرقي تونس .
وقد تفاعل الملايين عبر العالم مع الحادث بشكل كبير ، واهتزت منصات التواصل الاجتماعي على وقع الخبر واستأثرت باهتمام وطني ودولي واسع .
الحادث وقع مساء السبت 28 يونيو، حيث تغيرت أحوال الطقس فجأة وارتفع منسوب مياه البحر ، وهو ما عقد و صعب عملية البحث عن المفقودة الصغيرة مريم .
وكانت الكتكوتة البالغة من العمر ثلاث سنوات في رحلة شاطئية رفقة والديها ، لكن الإهمال أزهق روح هذا الملاك البريء بعدما أنزلها والدها من القارب ووضعها فوق المياه مباشرة في فعل صبياني استنكره كل من شاهد الفيديو .
الفقيدة كانت مع عائلتها أثناء عودتهم من فرنسا لقضاء عطلة الصيف ، نزل والدها يسبح في عرض المحيط ووضع ابنته في عوامة مطاطية ، فجأة قلبتها الأمواج بعد الرياح القوية والأمواج المرتفعة التي حلت بشكل مفاجئ ثم اختفت الطفلة .
عمليات البحث استغرقت يومين متتاليين واستنفرت كلت من فرق الدفاع المدني، فضلا عن وحدات الحرس البحري، وجيش البحر ، زيادة على غطاسين ومتطوعين مدنيين ، مدعومين بمروحية عسكرية لتوسيع نطاق التمشيط البحري والجوي.
وقد عبر التونسيون عن حزنهم العميق جراء الواقعة التي هزت بلاد الزيتون ، وطالب المواطنون بتكثيف تدابير السلامة على الشواطئ، خصوصًا خلال فترات التقلبات الجوية وذروة الموسم السياحي لتفادي تكرار مثل هذه المآسي .
الحادث هز تونس وقد تعاطف التونسيون مع الطفلة الراحلة بعدما شاهدوا فيديو الواقعة حيث كانت على المياه وحدها فوق عوامة مطاطية بدون احترام لأدنى شروط الأمن والسلامة .
ما حدث كارثة إنسانية بامتياز ، وإن دل على شيء إنما يدل على الإهمال والتسيب وسوء الاهتمام ، والأدهى والأمر أن الوالدين هما المتسببان الرئيسيان في الحادث .
تعليقات كثيرة صب أصحابها جام غضبهم على الوالدين المهملين اللذين قتلا فلذة كبدهما بأيديهما بعدما وضعاها في البحر من أجل توثيق فيديو لها وهي تسبح بعوامتها المطاطية .
ما كان عليهما أن يقوما بذلك الجرم المشهود ، مع أنه غير مقصود لكنه إهمال واضح ، لا يقبله عقل عاقل ، إهمال واستهتار وقلة عقل أو سمه ما شئت من الأسماء .

فليس من السهولة بمكان فقدان روح بريئة في ثواني معدودة جراء عدم تحمل للمسؤولية .
هناك رواية أخرى على لسان عمها ، والذي كان حاضرًا وقت الواقعة، أكّد في تصريح لإذاعة «موزاييك»، إنَّ «الطفلة قبل العثور عليها كانت مربوطة بخيط في خصر والدتها لتأمينها، لكن الرياح القوية والموج المرتفع تسببا في انفصال الخيط، مما تسبب في فقدانها في ثوان معدودة، خاصة أنّها كانت تلعب بالقرب من المياه، وذلك بشكل مفاجئ، إذ لم تمنح الرياح مهلة كافية للأهل لإنقاذ الطفلة،
وأضاف قائلاً: «الموج كان عالياً جداً، والرياح كانت غير طبيعية، ما صعب أمر إنقاذها ، وقد حاول والدها الوصول إليها، وظل يبحث عنها قرابة اربعين دقيقة ، إلا أنه ابتلع كميات كبيرة من الماء وكاد يغرق هو الآخر، لحسن الحظ، تمكنت من الوصول إليه وإنقاذه، ولكن مريم اختفت وسط الموج العاتي والرياح القوية».
حادث مؤلم فعلا ، آلم كل من عرف القصة وتابعها أولا بأول واهتم لأمر الكتكوتة مريم .

وانتظر بشوق لمعرفة مصيرها ، لكن النهاية كانت مأساوية بعدما تم العثور على المرحومة بسواحل مدينة بني خيار التي تبعد بخمسة وعشرين كلمترا عن موقع الحادث حيث فقدت الطفلة .
ما حدث درس لمن لا يعتبر ، فالكثير من الآباء والأمهات يستهرون في بعض الأحيان بأرواح أبنائهم بطريقة أو بأخرى ، وعلى الجميع أن بستفيد مما حدث للطفلة فقصتها كانت فعلا عبرة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا .

التعليقات مغلقة.