الصويرة تحتفي بالأمن الوطني: حصيلة نوعية وتجسيد لروح القرب والمسؤولية .

الانتفاضة الصويرة

بقلم :   محمد السعيد مازغ.                                                        في أجواء مهيبة يملؤها الاعتزاز والانتماء، احتضنت ساحة المنطقة الإقليمية للأمن بمدينة الصويرة، صباح الجمعة 16 ماي 2025، مراسيم الاحتفال بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، بحضور عدد من الشخصيات البارزة، في مقدمتهم الكاتب العام لعمالة الصويرة نيابة عن السيد العامل، ورئيس المحكمة الابتدائية ووكيل الملك، إلى جانب رؤساء القيادات الأمنية والعسكرية الإقليمية، وممثلين عن المجلس العلمي والمصالح الخارجية والمنتخبين، فضلاً عن فعاليات المجتمع المدني وأرامل ومتقاعدي أسرة الأمن الوطني.                وقد استُهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة ألقاها المراقب العام عبد الحميد عفيف، رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بالصويرة، استعرض فيها ملامح الاستراتيجية الأمنية المعتمدة محلياً، والتي تستمد مرجعيتها من التصور الشمولي للمديرية العامة للأمن الوطني في مجال مكافحة الجريمة بكل أشكالها، من خلال نجاعة التدخلات الميدانية، وترسيخ البعد الحقوقي في الوظيفة الشرطية، وتكريس سيادة القانون والتنزيل السليم لأحكام الدستور والمواثيق الدولية ذات الصلة. وأكد في هذا السياق أن المنطقة الإقليمية راهنت على تعزيز بنيات مكافحة الجريمة، وتوسيع نطاق استعمال آليات الاستعلام الجنائي والتقني، إلى جانب الرفع من قدرات استجلاء الحقيقة في الأبحاث الجنائية، وذلك في إطار تعاون وتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لاسيما في القضايا الأمنية المعقدة والعابرة للحدود.                                       كما توقف عند حجم المجهودات المبذولة على مستوى مدينة الصويرة، حيث شهدت السنة الأمنية الجارية نتائج ميدانية بارزة بفضل التنسيق المحكم بين مختلف الفرق والتشكيلات الأمنية، وتكامل أدوارها في مواجهة التحديات الأمنية. فقد أسفرت هذه العمليات عن تفكيك شبكات إجرامية دولية، وإجهاض عدد من محاولات الهجرة غير النظامية، إلى جانب ضبط كميات ضخمة من المخدرات، منها أكثر من 17 طناً و933 كيلوغراماً من الشيرا، وطن و600 كيلو ونصف من الكيف، و200 كيلو طابا ، وطن واحد من نفس المخدر، بالإضافة إلى حوالي كيلوغرام من الكوكايين، ونحو 27 ألف قرص مهلوس، فضلا عن مجموعة من المحجوزات الخاصة بتجار المخدرات بالتقسيط ، وبالسرقات الموصوفة ..

              وشملت هذه التدخلات أيضاً توقيف متورطين في قضايا تهم الاتجار بالبشر، والسرقة، وترويج المخدرات، من بينها تفكيك عصابة متخصصة في سرقة الدراجات النارية، ما يعكس اليقظة الأمنية والجهود الميدانية المتواصلة لضمان أمن وسلامة المواطنين.                                                        وقد شاركت في هذه النجاحات مختلف الوحدات الأمنية من الشرطة القضائية، وشرطة المرور، وعناصر مديرية مراقبة التراب الوطني، إلى جانب فرق الخيالة، والتدخل السريع، والشرطة المدرسية والسياحية، فضلاً عن الشرطة العلمية والتقنية، والشرطة السينوتقنية (الكلاب المدربة)، وفرق مكافحة الجريمة الإلكترونية والجرائم الأخلاقية، ومصالح الوثائق التعريفية.                  ومن بين التشكيلات التي تميزت بحضور ميداني بارز، تبرز الشرطة السياحية، التي ساهمت بفعالية في تأمين الفضاءات السياحية بالصويرة، وتجسيد سياسة القرب من الزوار، عبر التواجد المستمر في المحطات الحيوية ومواقع الجذب، ومكافحة الظواهر المشينة التي تسيء لصورة المدينة والبلاد عموماً، مثل التسول، والإرشاد غير القانوني، ومضايقة السياح. وهو ما ساعد على تعزيز ثقة الزوار الأجانب وطمأنتهم، بما يخدم الرؤية الوطنية لتعزيز جاذبية الوجهات السياحية المغربية.                                                         وقد شكلت لحظة الاحتفال تعبيراً عن الامتنان والتقدير للتضحيات اليومية التي يبذلها رجال ونساء الأمن الوطني، حيث حضر عدد من الأرامل والمتقاعدين في مشهد إنساني مؤثر جسد عمق الانتماء المؤسسي وروح الوفاء. واختتمت المراسيم بتحية العلم وتكريم مجموعة من العناصر الأمنية، تأكيداً على مواصلة العهد والوفاء برسالة خدمة الوطن والمواطن، في ظل رؤية أمنية حديثة تواكب التحولات والتحديات على المستويين الإقليمي والوطني.                ويعكس هذا الموعد الوطني البارز ليس فقط حصيلة سنة من العمل الأمني، بل أيضاً تجذّر مؤسسة أمنية تسير بخطى واثقة نحو التحديث والتأهيل، منفتحة على محيطها، ومتشبعة بثقافة القرب والمسؤولية، حريصة على أن تظل في خدمة المواطن، وحامية لاستقرار الوطن.

التعليقات مغلقة.