القنب الهندي في المغرب و الجدل المستمر

الانتفاضة // ماجدة أكريما // صحفية متدربة

لا يزال القنب الهندي موضوعًا شائكًا في المغرب، إذ يُعتبر من أكبر منتجيه عالميًا، خصوصًا في المناطق الشمالية.

وفي الوقت الذي بدأت فيه الحكومة تقنين استخدامه لأغراض طبية، يبقى الاستهلاك الشخصي والترفيهي محظورًا قانونيًا، رغم وجوده في بعض الأوساط.

يرى الباحث في علم الاجتماع، السعيد قرباص، أن تقنين القنب الهندي للاستخدام العلاجي أصبح مقبولًا على نطاق واسع، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تأييد أكثر من 80% من المغاربة لاستعماله الطبي.

وقد عزز البرلمان هذا التوجه من خلال التصويت على قانون يسمح باستخدامه في المجال الصحي. وأكد قرباص أهمية البحث العلمي في هذا الإطار، خاصة مع تقارير منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى احتواء القنب الهندي على مركبات فعالة لعلاج الأمراض المزمنة مثل الصداع النصفي والسرطان. وفي هذا الصدد، أعلن مختبر “فارما 5” عن إنتاج أول دواء محلي يعتمد على القنب الهندي لعلاج الصرع.

على الرغم من هذا الاتجاه العلاجي، فإن السماح بالاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي يظل مستبعدًا، نظرًا للمخاطر الصحية والنفسية المترتبة على ذلك، بما فيها خطر الإدمان. ويشير قرباص إلى ضرورة وضع ضوابط صارمة، مثل تحديد السن القانونية وكميات الاستهلاك، لتجنب الآثار السلبية التي أظهرتها تجارب دول أخرى.

من الناحية الاقتصادية، يُعد القنب الهندي مصدر رزق رئيسيًا للمناطق النائية في المغرب.

وتسعى الدولة إلى تحويله إلى صناعة قانونية تسهم في تنمية الاقتصاد المحلي. ومع ذلك، فإن هذا التحول يتطلب إجراءات صارمة لضمان الاستخدام المسؤول وضبط الإنتاج في إطار قانوني يدعم التنمية ويحمي الصحة العامة

التعليقات مغلقة.