موعظة محفزة للإجتهاد في ليلة القدر

الانتفاضة // آدم بروك

أيها المسلمون، أيها الموفقون لطاعة الله:

ها هي ليلة القدر أمامنا في العشر المتبقية من شهر رمضان، ليلةٌ عظيمة، ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، ليلةٌ تنزل فيها الملائكة والروح بأمر ربهم، ليلةٌ هي سلامٌ حتى مطلع الفجر. هذه الليلة هي فرصةٌ ذهبية، هديةٌ من الله لعباده، فهل نغتنمها أم نضيعها؟!

تذكر أيها الحبيب:

1. ليلة القدر خير من ألف شهر:
هل تعلم أن قيام ليلة واحدة فيها ما يزيد على عبادة 83 سنة؟! كم من الأعمار تضيع في الغفلة، وكم من السنوات تمر بلا طاعة، ولكن الله تعالى يمنحك في ليلة واحدة أجرًا يعادل عمرًا كاملًا! أليس هذا فضلًا عظيمًا؟!

2. فرصة لتكفير الذنوب:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم). كم من الذنوب تراكمت على ظهورنا؟ كم من الأخطاء ارتكبناها؟ هذه الليلة هي فرصةٌ للتخلص منها جميعًا، فاغتنمها!

3. نزول الملائكة والروح:
في هذه الليلة، تنزل الملائكة بالرحمة والبركة، وينزل معها جبريل عليه السلام. هل تريد أن تكون حاضرًا في هذه الليلة العظيمة، وأن تكون من الذين تشهدهم الملائكة وهم يعبدون الله؟!

4. ليلة السلام والأمان:
هذه الليلة هي ليلة سلام، لا شر فيها ولا أذى، بل هي مليئة بالخير والبركة. فاجعل قلبك مليئًا بالسلام، واجعل لسانك رطبًا بذكر الله، واجعل جوارحك خاضعةً في العبادة.

كيف نغتنم ليلة القدر؟

1. أكثر من الدعاء:
أكثر من قول: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”. هذا الدعاء هو من أفضل ما يقال في ليلة القدر، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم.

2. قم الليل:
اجتهد في قيام الليل، ولو بركعات قليلة، ولكن بقلب خاشع وعين دامعة. تذكر أنك تقف بين يدي الله، فاستحضر عظمته وجلاله.

3. اقرأ القرآن بتدبر:
هذه الليلة هي ليلة نزول القرآن، فاجعل لك وردًا من القرآن، واقرأه بتدبر وخشوع. تذكر أن كل حرف تقرأه بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها.

4. تصدق ولو بالقليل:
الصدقة في ليلة القدر تزيد من بركتها، فتصدق ولو بالقليل، فالله تعالى لا ينظر إلى كمّها، بل ينظر إلى نيتك وإخلاصك.

5. التوبة الصادقة:
اغتنم هذه الليلة للتوبة النصوح، واعزم على عدم العودة إلى الذنوب. تذكر أن الله يقبل التوبة من عباده، وهو الغفور الرحيم.*أيها المسلم، لا تضيع هذه الفرصة!

كم من الناس ينتظرون هذه الليلة ثم يفوتونها! كم من الناس ينامون عنها ويضيعون أجرها! لا تكن منهم، بل كن من الذين يغتنمون هذه الليلة، ويجتهدون في طاعة الله.

تذكر أن الفرص لا تتكرر دائمًا، وأن **العمر قصير، وأن الموت يأتي بغتة.

فاغتنم هذه الليلة قبل أن تأتي ليلةٌ لا تستطيع فيها أن تقوم، أو تأتي ساعةٌ لا تنفع فيها توبة.

ختامًا:

أيها الحبيب، هذه الليلة هي هدية الله لك، فلا تضيعها. اجعلها ليلةً تختلف عن غيرها، ليلةً تكون فيها قريبًا من الله، ليلةً تغفر فيها ذنوبك، وترتفع فيها درجاتك.

نسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.

آمين.

قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} ، (سورة الأحزاب: الآية: 71).

التعليقات مغلقة.