أجراس الخطر تدق.. فهل من مستيقظ؟

الانتفاضة // ابو شهرزاد

لا زالت الفتن تحيط بنا من كل جانب ولا زالت المدلهمات تطوق اعناقنا بشكل مستمر للاسف الشديد.

وذلك بسبب البعد عن الله وعن صراطه المستقيم وعن سنة نبيه العدنان عليه الصلاة والسلام.

حريق هنا وزلزال هناك وكارثة بيئية هنالك وفياضنات في الطرف الاخر وجفاف يعم المكان والزمان وغلاء فاحش وارتفاع مهول للاسعار ومخطط اخضر تم تحويله الى اسود وجكومة غير مبالية وشعب منهم من اكتوى بنار الغلاء ومنهم من (يشد الصف) عند اصحاب المطاعم والمقاهي و (السناكات) ليتم طرح السؤال التالي كيف يمكن للمسلمين ان يشتكوا من الغلاء وهم اول من (يشدون الصف لدى مول الشواية)؟.

من اين ياتي المسلمون بالاموال التي “تترعرع احيانا”؟ وكيف يحصل على الاموال ؟ ولماذا هذه “السكيزوفينيا” القاتلة احيانا للاسف الشديد.

تعمنا من كل الجوانب الكوارث البيئية والاقتصادية والاجتماعية ونحن غافلون لاهون متبعون للشهوات والملذات والتي قد تسقطنا في واد لا نعرف فيه حتى السباحة مع كامل الاسف والاسى.

وفي المقابل عوض ان نعود الى الله تعالى ونتوب ونسترجع ونكف عن المعاصي والاثام  نستمر في المعاصي نهارا جهارا ليلا ونهار حتى اذا جاء ملك الموت وجدنا لاهون لاعبون لا دينا اخذنا و لا دنيا اصبنا.

وفي هذا السياق، يقول الله تعالى: “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”
وسط الصخب والضجيج تتصاعد أجراس إنذار الأزمات والفتن لكنها تبدو وكأنها تقرع في فراغ العالم يموج بالتغيرات السريعة والمخاطر الواضحة.

بينما البعض على منصات السوشيال ميديا يعيش في عوالم خيالية منشغلا بالتفاهات والمزاح وكأنهم في كون بعيد عن واقع يشتعل حولهم.
ما يثير الحيرة هو غياب أي استعداد حقيقي لما قد يأتي، لا استعداد نفسي لمواجهة الأزمات ولا بدني لمواجهة التحديات ولا حتى روحاني لطلب العون من الله تعالى في أوقات المحن، فهل غابت عنا الدروس المستفادة من الأمم السابقة؟ أم أننا نسير على خطاهم نحو مصير مجهول قد يجعلنا نحن العبرة التي ستروى للأجيال القادمة؟
فالتاريخ ليس مجرد حكايات تروى بل هو إنذار لمن أراد أن يعتبر الأمم التي أهملت التغيير والاستعداد، لم يكن لها إلا نهايات مؤلمة ومصير ضاع وسط غفلتها فهل سندرك ذلك في وقت يسمح لنا بالتغيير؟ أم أننا ماضون نحو نهاية تكتب بحبر الألم والندم؟
ما زال الباب مفتوحا وما زال الأمل قائما لنراجع أنفسنا ونستعد بحكمة وعقل قبل أن يفوت الأوان ربنا يصلح الحال ويهدينا إلى الطريق المستقيم.

التعليقات مغلقة.