مراكش.. العزوزية.. الكلاب الضالة تغزو المكان.. والخنز يملأ الافاق.. وهلم كوارث..

الانتفاضة // شاكر ولد الحومة

تعيش العزوزية او الحي الخانز في مراكش على ايقاع الانتشار الواسع للكلاب الضالة..

كما ينتشر (الخنز) في كل مكان..

اما الازبال فهي متناثرة في كل قنت..

والشوارع متسخة والحاويات مملوءة عن اخرها.. والناس يرمون القاذورات في اي مكان..

اما اذا سالتني عن الغبار فيخيم على الحي كل مساء..

اما احتللل الملك العمومي فهو ظاهرة مشينة وكل مرة ياتي (المخزن) ليجري على (الفراشة) واصحاب (الخضرة و الديسير) ولكن بدون نتيجة..

نظرة واحدة في وجوه قاطني الحي سيعلم الانسان طبيعة من يسكن في هذا الحي الذي تجتمع عليه كل الكوارث من كل حدب وصوب..

فالحي محيط بمجموعة من الدواوير والتي تكون في الغالب مرتعا لاصحاب المخدرت و (القرقوبي والحشيش والمعجون والسيليسيون والكيف وطابا) وغيرها من الموبقات..

اما النقل العمومي فقليل جدا واذا اراد المواطن ان يتنقل فعليه ان يضرب الف حساب وحساب من اجل ذلك.. فلا الحافلات تفي بالغرض ولا سيارات الاجرة الصغيرة والكبيرة تفي بالرض كذلك، والتي تتجنب الذهاب في الغالب الى العزوزية لانه متعب..

ويعتبر الذهاب الى العزوزية قطعة من العذاب وخاصة عند (الرومبوان ديال العياشي)، فيمكن للانسان ان يقضي سنوات ضوئية في ذلك الملتقى الطرقي الذي لم تسمع به بنت الصالحين او سمعت به و (دارت عين ميكة)..

مقطع طرقي يمكن للانسان ان يكبر فيه بل يمكن للمواطن ان يسافر الى دولة قطر ذهابا وايابا وفي الاخير سيجد نفسه وجها لوجه مع (الامبوتياج) في ملتقى (العياشي)..

اما الغلاء الفاحش بالحي فيكاد يبلغ منتهاه..

ونفس الشيء بالنسبة للعقار والكراء وكانك ستشتري منزلا او قطعة ارضية في المالديف.. الغلاء ثم الغلاء ثم الغلاء. والكارثة ان جل الذين يشتغلون في (التاسمسارت) يطرحون بديلا واحدا وهو المتعلق ب (الرهن) وهم يعلمون انه حرام حرام حرام..

جمعني حوار مقتضب مع احدهم في سيارات الاجرة (ديال الهم) فقال لي ان الرهن حلال ويحل بتلك المبالغ المالية التي يؤديها الانسان في اخر الشهر كسومة للكراء فقلت له غاضبا لا حرام حرام حرام.. الله تعالى يقول و هو خالقي وخالقك ورازقي ورازقك.. “واحل الله البيع وحرم الربا”.. ويقول عز من قائل: “واتقوا الله وذروا ما بقي الربا”.. “فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله”..

ولعل خراب البيوت والغلاء والعري والفسق والشذوذ والزنا والمكر والبغي والنفاق والبوار والظلم والفساد والخنا والخدنية والعهر والطلاق والخيانة وغلاء الدواء والكراء والغذاء والعشاء وربما حتى الهواء والتفكك الاسري و تشرد الاطفال والجفاف والاوبئة والامراض وغيرها من الكوارث لعلها بسبب الربا الذي اولغنا فيه من الراس حتى اخمص القدمين نسال الله السلامة والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة..

مراكش التي يكذبون علينا كل مرة بانها مدينة عالمية ويصدقها السذج ويروجها الببغائيون، وجب عليها ان تنظر الى حالة العزوزية لتبدو له الصورة المضببة.

على المسؤولين وخاصة ممثل جلالة الملك محمد السادس ووالي الجهة وعامل المدينة باعتباره المسؤول الاول ان يقف على حجم الكوارث التي تلتهم مراكش من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب، وان يعطي اوامره للمنتخبين والمسؤولين و بنت الصالحين بالعمل على انقاذ مراكش من السكتة القلبية التي هي اخذة في الاقتراب منها رويدا رويدا..

بقي ان نشير الى ان الاهتمام بتنمية الموارد المالية الشخصية والبحث على المصالح الشخصية والعمل على جعل للقدم موطئا في كل الميادين والمجالات لا يتاتى الا بجعل مصلحة المراكشيين والمراكشيات هي المنطلق واليها المرجع..

فلا يعقل ان يعيش المسؤولون والمنتخبون الرفاهية والعيش الرغيد ماكلا ومشربا ومسكنا ومركبا.. ويعيش المواطن المراكشي والمواطنة المراكشية على نغمات الفقر والخصاص والحاجة والعوز في اجل تجلياته.

وكل حي وانتم..

التعليقات مغلقة.