“الحكاية بدأت في العطاوية.. وتستمر في مراكش..”

الانتفاضة //  الاستاذ // سعيد التباع

السي ابراهيم، الضابط الذي كان رئيسا لخلية التحسيس والأمن المدرسي بمدينة العطاوية يشد الرحال إلى مدينة مراكش،قيمة مُضافة لخلية التحسيس الولائية بالمدينة التي كانت دائما حاضرة ولا تُخلف ميعادها في تنبيه أبنائنا-ومن خلال عروض-إلى مخاطر تحيط بهم،تغيرت المنطقة ولم يتغير ترحاله وتجواله بين المؤسسات التعليمية،يتأبط حاسوبه،بطريقته وأسلوبه مازال يلقي الدروس،بيداغوجيا أقرب إلى التربية قبل كل شيء…
اتصل بي وأخبرني أنه سيزور المؤسسة التي أدرّس بها (مدرسة محمد عبده)،مازال وفيا لمهامه التي قد تبدو سهلة،لكنها صعبة،شاءت الأقدار أن نلتقي مجددا في مدينة سبعة رجال،بدون “جذاذات”،وداخل حجرة الدرس،الرجل يسترسل في الحديث عن العنف والعنف المضاد،تلاميذ منتبهون،عبارات سرقت منهم شرودهم الطفولي طيلة العرض،ملامحهم تتغير مع تغير نبرات سي ابراهيم،يشاهدون رجلا بزيه الرسمي وكأنه يرتدي وزرة الأستاذ،يسأل،يستفسر فترتمي الأصابع للإجابة،أطلق العنان لبراءة الأطفال ليعبروا،ليحكوا حكايات يعيشونها عن العنف وما زالوا،وجدوا فرصة مواتية ل”يُفرغوا” ما تحمله قلوبهم الصغيرة،ربما نحن كمدرسين لا نجد الوقت الكافي للحديث عن هذه المواضيع،المقررات الدراسية والالتزام بمواقيتها يجعلنا بدورنا-وللأسف- لا نستغور بحثا عن وضعيات يعيشها هؤلاء الأطفال،سي ابراهيم-وبطريقته-جعلهم يتحدثون ويعبرون…
أتذكر تلك البصمات التي تركها سي ابراهيم بمدينة العطاوية،حكايات مازالت تُروى،عن الأمن المدرسي،عن السلامة الطرقية،عن المخدرات وأخطارها،عن الاستعمال الآمن لوسائل التواصل،وها هي الحكاية تبدأ من جديد بمراكش،وحتى إن اختلفت الأمكنة فالآفات لم تختلف وهي في حاجة لمن “يُتلِفُها” وإلا فإنها ستُتلف ما تبقى من الطفولة…
شكرا سي ابراهيم،كنتُ حاضرا لدرسك،عشت بدوري شرودا عجيبا عن محيطي،بدوري كنت سأرفع أصبعي للإجابة والتجاوب،وحتى أولئك الأطفال استغربت كيف لم يقوموا بجمع أدواتهم وإغلاق محافظهم استعدادا للخروج رغم نهاية الحصة،لا أدري إن كان الأمر يتعلق بأصبعك الذي وضعت على آلام بعضهم أم هو ذلك الحب الذي بادلوه إياك مع نهاية العرض..أم هما معا..!

التعليقات مغلقة.