قال الخبير العسكري، اللواء فايز الدويري، إن قوات الاحتلال الصهيوني تحاول السيطرة على منطقة إستراتيجية في الجنوب اللبناني تعتبر نقطة قاتلة بخطة حزب الله الدفاعية وتؤثر على عمقه الإستراتيجي.
وأوضح الدويري للجزيرة أن جيش الاحتلال الصهيوني يحاول فصل منطقة جنوب نهر الليطاني عن سهل البقاع انطلاقا من بلدتي المطلة وكفر كلا بسبب قصر المسافة البينية.
ويمتد نهر الليطاني على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا إلى مصبه غربا، ويبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود اللبنانية مع الكيان.
وطالب بأن تكون العُقد الدفاعية في تلك المنطقة “مستعصية مع ضرورة التمسك بها”، في وقت أفادت مصادر مطلعة بحدوث قصف مدفعي صهيوني على بلدتي الخيام وكفر كلا جنوبي لبنان.
وبيّن الخبير العسكري أن قوات نصر وعزيز التابعة لحزب الله “ستكون في وضعية حرجة إذا نجحت القوات الإسرائيلية بتحقيق ذلك”، وأكد أن الحزب سيفقد عمقا إستراتيجيا.
ويجب على مقاتلي حزب الله، وفق الدويري، القتال في تلك الحالة بــ”الجبهة المقلوبة؛ لأن قوات الاحتلال ستأتي من الخلف”، وتوقع أن يدفع الجيش الصهيوني وقتها بقوات كبيرة من بينها آليات مدرعة.
وقال إن الجيش الصهيوني سيبقي تركيزه على بلدات العديسة وكفر كلا وبنت جبيل ومارون الراس، لكنه سيذهب باتجاه بلدات رميش ومروحين وعلما الشعب “إذا اكتشف استعصاء البلدات الأولى عليه”.
ويعتقد الخبير العسكري أن معارك جنوب لبنان الحالية “نتاج 18 عاما من التحضير لخطة دفاعية تمنع الطرف الآخر من تحقيق أهدافه، في ظل فارق القوة الكبير”.
وبيّن أن الخطة ارتكزت على استغلال الأرض ومميزات الطبوغرافيا وتوظيف القدرات المحدودة مقارنة بالجانب الصهيوني مثل “بناء شبكة تحصينات وأنفاق وحقول ألغام ومواقع كمائن وعبوات ناسفة”.
وأكد أن القتال عند خط التماس الأول “يفترض أن يكون لدى الطرف المدافع بالحرب غير المتناظرة هو الأقوى والأشد، حيث سيكون له إسقاطات على المعارك اللاحقة”.
ويعرب الدويري عن قناعته بأن الجيش الصهيوني سيكثف الأحزمة النارية مع تزايد الخسائر البشرية في صفوفه، لكنه شدد على أن المعركة البرية لا تزال في بداياتها.
ووصف حصيلة القتلى بصفوف الجيش الصهيوني بالمنطقية والواقعية بسبب طبيعة المعارك، معتقدا أن “إسرائيل ستستمر في العملية البرية إذا كان هدفها نزع سلاح حزب الله”.
ورفض المقارنة بين معارك قطاع غزة وجنوب لبنان بسبب اختلاف الجغرافيا والطبوغرافيا حيث لا تضاريس في الشريط الساحلي مقابل مناطق جبلية وأودية سحيقة في الجنوب اللبناني.
وأعلن حزب الله أن “عدد قتلى العدو الصهيوني بلغ 17 ضابطا وجنديا اليوم”، في حين أعلن الجيش الصهيوني مقتل ضابط برتبة نقيب في الكتيبة 202 بلواء المظليين في معارك جنوبي لبنان ليلتحق بالعسكريين القت-لى الثمانية الأربعاء 2 اكتوبر الجاري.
التعليقات مغلقة.