الانعكاسات المحتملة لفتح قنصلية تشاد بالداخلة على ديناميات الصراع في المنطقة

الانتفاضة ♦♦ المصطفى بعدو

فتح قنصلية تشاد بمدينة الداخلة يمثل تحولاً كبيراً في ديناميات الصراع في المنطقة، ويحمل معه مجموعة من الانعكاسات المحتملة ، وخاصة من جانب أعداء الوحدة الترابية، حيث يعزز  من عزلة الجمهورية الوهمية “البوليساريو”، ويجعل من الدعم الدولي التي كانت تحضى به من قبل البعض يتظائل ، كلما  زاد عدد الدول التي تعترف بسيادة المغرب على صحرائه، والتي تفتح قنصليات لها بالداخلة والعيون، ويزيدها صعوبة في الحصول على اعتراف دولي بكيانها المزعوم، مما يضعف موقفها التفاوضي

فهده الاعترافات التي يحضى بها المغرب بفضل ترساناته الدبلوماسية التي هندسها وشيد الملك محمد السادس قواعدها وأسسها القوية ، جعل من موقف المغرب التفاوضي قويا وعلى جميع  الاصعدة والتوجهات،والتوجيهات السامية لفريق متكامل من الكوادرالعليا الوطنية التي أخدت على عاتقها الدفاع عن الوحدة الترابية وتعزيز الشرعية الدولية، للضغط على الجبهة الانفصالية والجمهورية الوهمية ومن يحركونها من وراء الستار، للمشاركة في مفاوضات جادة وواقعية، بهدف الاعتراف ودعم الحل المغربي القائم على الحكم الداتي والدي تبنته جميع القوى الفاعلة في الامم المتحدة.

فهدا الحدث ، الدي لم ياتي من فراغ ، وانما جاء بفضل العمل المتوازي والدائم للدبلوماسية المغربية ، حتى يعزز للعلاقات الثنائية بين المملكة  وتشاد كعضوين وشريكين أساسين في مجموعة دول الساحل الافريقي والاتحاد الافريقي، الدي عاد اليه المغرب عودة قوية ، مكنته  في ظرف وجيز من تعزيز مكانته بالقارة الإفريقية ، ويشجع على تعميق التعاون في مختلف المجالات ،ويساهم في تعزيز التكامل الإقليمي في المنطقة، و في تحقيق التنمية المستدامة،فهدا الحدث الكبير لما له من أبعاد جيوبوليتك  و جيو-اكونوميك وجيوديبلوماتيك  أيظا ، يغير جميع موازين القوى لصالح المغرب ولصالح وحدته الترابية..

فالدبلوماسية المغربية لم يغب عن دهنها أبدا ، وتتوقع أن تثير هذه الخطوة ، كما وقع لسابقاتها، ردود فعل غاضبة من الجبهة الانفصالية وداعميها، وربما ايظا أن هدا الفوز الدبلوماسي المعتاد على أعداء الوحدة الترابية، قد يجر الى تبعات ومخاطر أمنية، قد تؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن دائما كما يقول المثل العربي “تمخض الجبل فولد فأرا”، والقافلة التنموية  تسير والكلاب تعوي..

لكن باختصار،يعتبر فتح قنصلية تشاد بالداخلة نقطة تحول مهمة في التوازن الاقليمي الأمني للمغرب ،ويعزز بشكل كبير من موقفه السياسي والدبلوماسي وموقف المنتطم الدولي، الدي يرى في مشروع الحكم الداتي حلا قويا لانهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، ويضعف من موقف اعداء الوحدة الترابية ، ومع ذلك، وجب الاستعداد لمواجهة التحديات الجديدة التي قد تنجم عن هذا التطور، والعمل على تعزيز أمنه واستقراره.

التعليقات مغلقة.