“نفسي نفسي” أنانية البشر تغيب الماء عن الحياة

الانتفاضة // صوفية الصافي

للأسف و حزينة جدا ان أبدا مقالي بكلمة للأسف، و لكنها لا تشفي غليلي اتجاه أناس أصبحوا يستهترون  بنعمة قال الله عنها بكتابه الكريم :  بعد بسم الله الرحمان الرحيم ” و جعلنا من الماء كل شيء حي” صدق الله العظيم.

حديثي واضح و ليس مبهم، و لا يحتاج القارئ لقراءة ما بين سطوره، هو رسالة للمغاربة بكبيرهم و صغيرهم، بكل أجناسهم ودياناتهم، ان يقفوا و يحاسبوا أنفسهم عن أفعالهم اتجاه الماء، فلطالما قمنا بحملات تحسيسية نحن كصحفيين، كذا كانت هناك مبادرات من طرف جمعيات المجتمع المدني، و لكن للأسف ليست هناك آذان تصغي و لا ضمير يستفيق من سباته العميق.

قصص حزينة و مذلة لثقافتنا و صور غير مشرفة لنا كمغاربة، فما بين تنظيف للمنازل بخراطيم المياه، إلى تنظيف السيارات بعشرات اللترات من هذه المادة الحيوية، أما الحمامات العصرية و التقليدية خاصة “فحدت و لا حرج”.

دعونا نتحدث قليلا عن هذه الحمامات، و خصوصا حمامات النساء، فيا سيدتي الكريمة لماذا لا حلو لك الدنيا إلا إذا ملئت عشرة اسطل و شكلت منهم دائرة تحيط بك؟ لماذا تغسلين شعرك بثلاث سطول، عبلة و ما كانت لتقوم بكل هاته الأفعال المشينة، و تفضلوا المفاجئة: سمعت قصة غريبة من “كسالة” بإحدى الحمامات هنا بمدينة النخيل، و مفادها ان سيدة معروفة بذاك الحمام  تغسل به منذ سنوات، و لكن لماذا اشتهرت في نظركم؟ يا سادة يا كرام اشتهرت بأنها تأتي للحمام و بيدها ملابسها المتسخة و تغسلها بالحمام، و بعد شجار معها من طرف “كسالات ” الحمام و عتاب لها من طرفهن، تطورت أفعالها و أصبحت تصطحب معها “شيتة باش تفرك الحوايج و يخرجو نقيين مزيان”  ، بالله عليكم عقل هذه السيدة هل هو بمكانه؟ في أي صنف يمكننا ان نصنف أفعال هاته السيدة؟.

الماء نعمة و به تكمن الحياة فوق سطح هاته الأرض، إلا ان أفعالنا جعلت منه يغيب عن مشهدنا الإنساني و بشكل كبير، و مع إماطة وزارة الداخلية اللثام عن قرارها بإغلاق الحمامات و محلات غسل السيارات لثلاث أيام  بالأسبوع انقسم رأي الشارع المغربي لقسمين، فمنهم: من اعتبر ان هذا القرار مجحف في حق العامليين بهذه الأماكن خصوصا و أنهم يعيلون اسر تتكون من أربع إلا خمسة أفراد،  و أضاف أرباب الحمامات انه ليس هناك أي دليل قاطع يقر بان الحمامات مسؤولة و بشكل مباشر عن ضياع الماء.

في حين ان الرأي الآخر الذي عبر عنه المغاربة يفيد، القيام بحملات تحسيسة لاماكن أخرى و منها: “سناكات” “المطاعم الفاخرة” ” ملاعب الكولف” و غيرها من الأماكن التي تستعمل الماء.

ولكن انتظروا قليلا، هل نحن فعلا نحتاج إلى حملات تحسيسة لنرقى لمستوى إنسان؟ كم مازال ينقصنا من الوقت لنوقف هاته التصرفات الهوجاء، التي تمس بكرامة و حياة كل فرد منا؟ كفانا هدرا للمياه، كفانا تملصا من المسؤولية، كفانا استخفافا بحياتنا و حياة الأجيال القادمة.

التعليقات مغلقة.