وداعا أيها المقاوم المناضل الشهم سعيد بونعيلات

الانتفاضة/بقلم فراق عباس إبراهيم

عرفت الرجل في سجن بولمهارز خلال صيف 1971 حين عزل والمناضل المرحوم أحمد بنجلون في زنزانتين انفراديتين خلال محاكمة مراكش الكبرى … تم اعتقالهما في اسبانيا بتواطئ مع المخابرات الاسبانية واستقدموا إلى المغرب مكبلين ليجدا أنفسهما أمام زبانية أفقير في المعتقل السري بدار المقري حيث عرفا كباقي المعتقلين أقسى أنواع التعذيب وإهدار كرامة البشر…

سعيد بونعيلات رفيق الشهيد الزرقطوني قاوم الاستعمار الفرنسي وحكم بالإعدام غيابيا فلم تستطع السلطات الاستعمارية أن تلقى عليه القبض نظرا لذكائه وديناميته وشجاعته…بعد استقلال المغرب التحق بجيش التحرير الجزائري مع عدد كبير من المقاومين المغاربة ليساهموا في تحرير القطر الشقيق…شارك في معارك ضارية في جبال الاوراس ضد الجيش الفرنسي وكان أسدا وبطلا بدافع إيمانه بوحدة المغرب الكبير…شارك في تأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وناضل من أجل مغرب ديمقراطي تسوده العدالة والمساواة…

اعتقل وعانى من القمع والتعذيب في المعتقلات السرية خلال سنوات الجمر والرصاص وحكم بالإعدام وسجل التاريخ أن القاضي الذي أصدر في حقه حكم الإعدام خلال فترة الاستعمار هو نفسه الذي سيعيد الكرة و يصدر في حقه نفس الحكم سنة 1971 …وعلى الرغم من ما لقاه من تعسفات بقي ابن تافراوت وفيا لعهده في حبه لوطنه إلى آخر لحظة من حياته وما بدل تبديلا فلم تنال منه الإغراءات المادية وعاش متواضعا محافظا على كرامته وماضيه النضالي الحافل بالبطولات والتفاني من أجل الوطن…

انه من ضمن الرجال الذين سيبقون قدوة للأجيال والذين دخلوا التاريخ من بابه الكبير…

فمنهم تعلمنا أن الوطن فوق كل اعتبار وأن الوفاء له وللقيم الوطنية يعطي الحياة أسمى المعاني… رحم الله سعيد بونعيلات وجزاه الله خيرا على تضحياته خلال حياته في سبيل هذا الوطن الذي يسكن أحشاءنا ولا نقبل له بديلا ولا نرضى أن تمس درة من ترابه…

التعليقات مغلقة.