قال وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، امس الجمعة بمراكش، إن الكاتب الإسباني الراحل خوان غويتيسولو الذي تحول إلى جسر حقيقي بين الشرق والغرب وإسبانيا والمغرب، لم يتوانى قيد حياته في تثمين الثقافة العربية الإسلامية وإسهاماتها في الحضارة الغربية والإنسانية.
ودعا خلال افتتاح فعاليات يوم تكريمي للكاتب الإسباني الشهير منظم بمبادرة مشتركة بين معهد سيرفانتيس وسفارة إسبانيا بالمغرب، إلى الحفاظ على التراث الإبداعي والفكري لهذا الكاتب الذي يعتبر واحدا من عمالقة الأدب الإسباني والمعروف باهتمامه الشديد بالثقافة المغربية والعربية الإسلامية.
وأكد من جهة أخرى، أن المحتفى به الذي ناضل من أجل إدراج ساحة جامع الفنا ضمن التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، صار أحد الفاعلين المتميزين في المغرب الثقافي بفضل تشربه لثراء التعبيرات والتجليات المادية واللامادية للثقافة المغربية مما انعكس في العديد من إبداعاته ومقالاته الأساسية.
واستطرد قائلا إن “الكاتب العالمي الراحل الذي توفي في ال4 من يونيو الماضي سيظل حاضرا بيننا هنا في مراكش وفي المغرب وهناك في إسبانيا وفي كل مكان من العالم وصلت إليه أعماله المتميزة ومبادئه ومواقفه المشهود بها في صف المظلومين والشعوب المكافحة وفي صف الثقافات كمحرك أساسي لحياة الإنسان على الأرض”.
وأضاف أن هذا المبدع الاستثنائي ظل في كل رواياته المتميزة ومقالاته الواسعة المقروئية ملتزما بالقضايا الملتهبة من كوسوفو إلى فلسطين والهجرة السرية والثقافات المهددة بالعولمة.
وأشار إلى أن غويتيسولو الذي اختار الاستقرار بمراكش منذ أوساط السبعينيات، صارا واحدا من المعالم الأساسية لهذه المدينة التاريخية وإحدى الذاكرات الدقيقة التي رافقت تحولات ساحة جامع الفنا.
من جهته، شدد سفير إسبانيا بالمغرب ريكاردو دياز اوشليتنير، على التزام خوان غويتيسولو اتجاه الشعب المغربي الذي أحب ثقافته، مشيرا إلى أن علاقته بالمغرب تعود لأزيد من 40 عاما كما أن هذه العلاقة تتجلى بوضوح في كتاباته ذات الصيت العالمي.
ولاحظ السفير الإسباني أن الكاتب الراحل الذي يعد أحد أفضل الكتاب الإسبان، ترك بصمة واضحة لدى الحكواتيين بساحة جامع الفنا.
من جانبه، سجل رئيس المجلس الجماعي لمراكش السيد محمد العربي بلقايد، أن الكاتب الإسباني الراحل كان مدركا لقيمة ومضامين التراث الذي تكتنزه ساحة جامع الفنا التي تعتبر القلب النابض لمراكش ومدى أهمية توثيق التراث الشعبي المغربي اللامادي والتعريف به.
وأضاف أن هذا المفكر والكاتب الكبير اختار العيش بالمدينة العتيقة بمراكش حيث كانت فضاء رحبا لتفاعل ميوله الفكري والأدبي الذي ينجذب إلى الجانب الهامشي والإنساني من حياة الإنسان بعيدا عن الانبهار بتجليات الحضارة المركزية الغربية.
وأشار إلى أن المجلس يعتزم تنظيم تظاهرة كبرى تخليدا للذكرى ال16 لتصنيف ساحة جامع الفنا تراثا شفويا إنسانيا كتعبير عن الامتنان لكل الجهود التي بذلها الراحل إلى جانب ثلة من العلماء والأدباء والمفكرين في عملية التصنيف وأيضا المحافظة على هذه الساحة.
ويقام هذا الحفل التكريمي، المنظم بمساهمة من وزارة الثقافة والاتصال وولاية جهة مراكش- آسفي وبلدية مراكش، في عدة فضاءات بالمدينة الحمراء من قبيل قصر البديع ومعهد سيرفانتيس وساحة جامع الفنا، وذلك بمشاركة مجموعة من الكتاب والمثقفين وأصدقاء المحتفى به مغاربة وإسبان وفرنسيين.
ويتضمن برنامج هذا التكريم مناظرتين بمعهد سيرفانتيس لتحليل العمل الأدبي والنقدي لهذا الكاتب الحاصل على جائزة سيرفانتيس سنة 2014، بمشاركة إبراهيم الخطيب (مترجم كتبه إلى اللغة العربية)، وجوردي دوسي، ونورية آمات، وحسن أوريد والحسين بوزينب وآخرين.
وموازاة مع هذا النشاط، يقام بالمقر السابق لبنك المغرب بساحة جامع الفنا معرض للوحات التشكيلية لمغاربة أصدقاء ومحبي الكاتب، مثل محمد مرابطي، ماحي بنبين وحسن بورقية.
وسيسدل الستار على هذا التكريم، مساء هذا اليوم بساحة جامع الفنا، حيث سيقدم الحكواتي المشهور، محمد باريز، بطريقة تقليدية عريقة، حكايات استلهمها من صديقه خوان.
التعليقات مغلقة.