بطلب من المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، انعقد يومه الإثنين 17 أبريل 2017 بمقر المديرية الإقليمية بالحوز اجتماع لعضوات وأعضاء المكتب مع السيد المدير الإقليمي، بحضور رؤساء المصالح، قدم في بدايته الكاتب الإقليمي الأخ عبد الجبار أتنغرين عرضا شاملا لمختلف القضايا الراهنة التي تهم الشأن التعليمي بالإقليم، شملت جميع مجالات تدخل المصالح النيابية، ومنها على الخصوص: حصيلة الدخول المدرسي، وتدبير الموارد البشرية، والشؤون التربوية والحياة المدرسية، والتدبير المادي والمالي، والخريطة المدرسية، والبنية التحتية والتجهيزات الأساسية، فضلا عن أوضاع نساء ورجال التعليم بالإقليم.
وقد أعقب ذلك نقاشٌ جدي ومسؤول بين عضوات وأعضاء المكتب الإقليمي من جهة، والطاقم الإداري للمديرية الإقليمية من جهة اخرى، أبان فيها جميع المتدخلين عن عمق تمثلهم للقضايا المطروحة، وجديتهم في التعاطي معها، والأدوار المنوطة بهم في معالجتها. كما عبر السيد المدير الإقليمي، بمعية جميع رؤساء المصالح، أثناء النقاش، عن استعدادهم التام لمعالجة مختلف تلك القضايا، وفق مقاربة تشاركية منفتحة غايتها الارتقاء بالوضع التعليمي بالحوز.
وقد كان اللقاء مناسبة لتقييم مختلف العمليات والإجراءات التي واكبتها منظمتنا منذ بداية السنة الدراسية، واستعراض الإكراهات التي تواجه المديرية الإقليمية في مختلف المجالات وعلى رأسها طبيعة الإقليم الجغرافية، بحيث يعتبر أكثر أقاليم الجهة صعوبة من حيث التضاريس، مما يجعله منطقة عبور بامتياز لا يغري نساء ورجال التعليم بالاستقرار فيه، الأمر الذي ينتج عنه كل سنة، خصاص حاد في الموارد البشرية، وتحديدا في أطر التدريس، والإدارة التربوية (20 مؤسسة بدون مدير معين)، والاقتصاد (15 مؤسسة بدون مقتصد). ويكرس هذا الوضعَ عدمُ تعويض المغادرين للقطاع إما بسبب التقاعد أو الوفاة أو النجاح في المباريات المهنية…
ومن الجدير بالإشارة أيضا أن الإقليم يعيش نقصا حادا في البنية التحتية، مما يؤثر سلبا على السير العادي للمؤسسات التعليمية، ويرهق أطر الإدارة التربوية، وهيئة التدريس والعاملين بالداخليات، لما ينتج عن ذلك من اكتظاظ وتزايد الأقسام المشتركة، وعدم اعتماد التفويج في المواد العلمية… وقد لاحظ المكتب الإقليمي، أثناء عرض فصول ميزانية المديرية الإقليمية من قبل رئيس المصلحة، أن الاعتمادات المخصصة للبنايات ( ثمان قاعات في كل سنة)، والتجهيزات الأساسية، وتمويل الداخليات، والإطعام المدرسي (55 يوما في سنة 2017 مقارنة مع 180 يوما سنة 2009)، غير كاف ولا يغطي الحاجيات الضرورية، الأمر الذي يفرض إعادة النظر في حصة الحوز من الميزانية على مستوى الجهة.
وقد نوقش خلال الاجتماع أيضا أو ضاع نساء ورجال التعليم بالإقليم، والظروف الصعبة التي يزاولون فيها مهامهم، وما يواجههم من مخاطر وإكراهات، وما يتعرضون له من اعتداءات جسدية ولفظية وسرقة أغراضهم، خاصة في المناطق النائية… آخرها اقتحام سكن زميلتنا ومناضلة النقابة الوطنية للتعليم فاطمة إكرام وزميلتها في العمل، وسرقة أغراضهما، وإتلاف ممتلكاتهما بمجموعة مدارس أنزال الجبل، وقد أطلعنا السيد المدير مشكورا على الإجراءات العملية التي قام بها للتحقيق في النازلة، وضمان حقوق الاستاذتين. وأمام تكرار مثل هذه الاعتداءات فإن الوزارة الوصية والسلطات المعنية مدعوة لتكثيف جهودها من أجل حماية العاملين بالقطاع، ورد الاعتبار للمؤسسة التعليمية، وحفظ حرمتها.
ومن موقعها كشريك أساسي، وفاعل اجتماعي يَحمل هم الدفاع عن المدرسة العمومية بجميع مكوناتها، فإن النقابة الوطنية للتعليم بالحوز ممثلة في مكتبها الإقليمي تهيب بكافة المسؤولين عن القطاع، وبكل المتدخلين إلى إيلاء الإقليم مزيدا من الاهتمام والدعم لتجاوز الإكراهات التي يعانيها، والارتقاء بالوضع التعليمي والتربوي به إلى المستوى المطلوب.
وإذ يثمن المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم التعامل الإيجابي للسيد المدير الإقليمي مع جميع القضايا المطروحة، والجهد المبذول من قبل رؤساء المصالح لتقديم التوضيحات اللازمة بشأنها، فإنه يؤكد على استعداد منظمتنا للانخراط في معالجة مختلف قضايا التعليم بالإقليم، واتخاذ كافة المبادرات والمواقف اللازمة ضمانا لحقوق نساء ورجال التعليم، ودفاعا عن المدرسة العمومية.
التعليقات مغلقة.