كشفت دراسة لمعهد “وايل كورنيل للطب – قطر”، شملت عينات من قطر والأردن والسعودية ولبنان والإمارات، عن وجود عاملين وراثيين لدى العرب دون غيرهم تقف إلى جوانب عوامل أخرى وراثية وراء الإصابة بمرض التهاب المفاصل الرثياني.
واستطاع منجزو هذا البحث، الذي امتد لخمس سنوات وشمل بالدراسة عينات من قرابة 1600 شخص مصاب بالتهاب المفاصل الرثياني إلى جانب عينات من أفراد المجموعة الضابطة، أن يكشفوا، إلى جانب أوجه شبه عريضة في البنية الجينية للمرض المذكور على امتداد جماعات إثنية مختلفة، عن وجود جينتين إضافيتين مرتبطتين بمرض التهاب المفاصل الرثياني بين العرب دون أن يكون لهما دور مشابه بين شعوب أوروبا وشرق آسيا.
وأكد فريق البحث أن المفاجأة كانت بالفعل عند اكتشاف هذين العاملين الوراثيين اللذين يفاقمان خطر الإصابة بمرض التهاب المفاصل الرثياني بين العرب دون غيرهم، ولا يؤثران في خطر الإصابة بالمرض بين الأوروبيين والآسيويين.
وسجل الفريق أن دراسات المتابعة البيولوجية والإكلينيكية عن الجينات المعروفة وغير المعروفة من قبل ستعزز الفهم لمسببات المرض، وستسهم في تقييم أكثر دقة العوامل الإصابة بين العرب، مثلما ستسهم في تطوير أدوية جديدة للمرض.
وأكدت الدكتورة ثريا عريسي، أستاذة الطب المشارك، المسؤولة بمعهد “وايل كورنيل للطب – قطر”، أن الدراسة افضت إلى “نتائج مشجعة ومعرفة قيمة ومعمقة وغير مسبوقة عن الفسيولوجيا المرضية لالتهاب المفاصل الرثياني بين العرب”، مشيرة إلى ان هذا المرض هو من الأمراض المضنية التي يتعايش معها كثيرون، وأن تحقيق اكتشاف عنه سيسهم في الجهود المبذولة عبر العالم لتطوير أدوية جديدة أكثر فاعلية.
يشار إلى ان هذا البحث العلمي، الذي حمل عنوان “دراسة استقصائية للمتغيرات الوراثية على نطاق الجينوم لجنسيات عربية متعددة تحدد ارتباطات جينية جديدة لمرض التهاب المفاصل الرثياني”، يندرج ضمن مشروع “الدراسات الجينية لالتهاب المفاصل الرثياني في بعض الدول العربية” التي يمولها بمنحة بحثية الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع .
وتتمثل أعراض التهاب المفاصل الرثياني، الذي يعتبر من أمراض المناعة الذاتية، في التهابات شديدة الألم في المفاصل، لاسيما في اليدين والقدمين وقد تصيب أيضا مفاصل الجسم الكبيرة والرئتين والكليتين والقلب والأوعية الدموية . ولم يتوصل العلماء والأطباء إلى فهم كامل لمسببات التهاب المفاصل الرثياني، لذلك لا يوجد علاج للمرض بل يتركز الاهتمام على تخفيف آلام ومعاناة المصابين.
التعليقات مغلقة.