من المنتظر أن توجه القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية ضربة ضد أهداف للنظام السوري في أي وقت، وذلك على خلفية استخدام السلاح الكيميائي في الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل أكثر 1300 سوري، حسب مصادر المعارضة. بعض التقارير الصحافية تحدثت عن بدء الضربة المحدودة قريباً على أن تستمر لثلاثة أيام وستستهدف أمكان محددة، فيما تحدث تقارير أخرى أن الضربة ستكون في بحر الأسبوع المقبل، وبعد خروج لجنة التحقيق الأممية من دمشق.
وبغض النظر عن موعد الضربة، إلا أنها باتت شبه مؤكدة حسب التصريحات الغربية، وبخاصة الأميركية والفرنسية والبريطانية.
وفي هذا الخصوص نشرت قناة سي بي إس الأميركية ما قالت إنه تسريبات من داخل مجلس الأمن القومي الأميركي عن بنك أهداف وافق عليه الرئيس باراك أوباما في حال توجيه ضربة للنظام السوري ردا على الهجوم الكيميائي في الغوطة الأربعاء الماضي، المصادر قالت إن الضربة ستوجه ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺻﻮارﯾﺦ ﻛﺮوز اﻟﺬي ﺗﺘﺠﺎوز ﺳﺮﻋﺘﻪ 800 ﻛﻢ/ﺳﺎعة وﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ2500 ﻛﻢ وﺑﻨﺴﺒﺔ ﺧﻄأ ١٠ م وﺑﺮأس ﺣﺮﺑﻲ تقليدي وزﻧﻪ455ﻛﻎ.
وتقول التقارير ان هناك 21 مركزاً عسكرياً، على القائمة، معظمها في دمشق، أبرزها مقر قيادة الفرقة الرابعة في جبل قاسيون والتي وتوصف بأنها الفرقة الأكثر ولاء للنظام، نظرا لتركيبة أفرادها الذين ينتمون بنسبة تفوق الـ90 في المائة للطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد، ويقودها شقيقه ماهر، وهي تتولى فعليا الدفاع عن دمشق وريفها، وتقوم بأعمال قتالية ضد الثوار السوريين منذ أن كانت الثورة في مرحلتها السلمية، ويبلغ تعداد هذه الفرقة خمسة عشر ألف ضابط وصف ضابط وجندي، يعتبرون الاكثر تأهيلا عسكريا بين قوات المشاة والمدرعات السورية، ويمتلكون أحدث وأكبر كمية من الأسلحة المدفعية والصاروخية والدبابات والعربات المدرعة، وقد أدمج بها منذ أكثر من عام ألوية الحرس الجمهوري التي تعتبر أيضا من الأكثر ولاء وقربا للنظام وهي قوات النخبة تدريبا وعتادا، ويضم مقر الفرقة واحدا من أكبر مراكز الاعتقال في سورية وأسوأها صيتاً.
توجيه ضربة لهذا الموقع ووفقاً لمصادر معارضة سيكون ذو تأثير قوي للعمليات على الأرض، وبخاصة أن معظم الضربات الصاروخية التي تستهدف ريف دمشق الغربي والشرقي تنطلق من مواقع الفرقة الرابعة.
وحسب التقارير أيضاً فان ثاني المواقع المزمع ضربها هو ﻣﻘﺮ الأركان العامة والذي يقع في قلب دمشق وتحديداً في ساحة الأمويين، ويضم مكاتب وزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش ونوابه ومدراء معظم الإدارات العسكرية، كما أنه تقع بالقرب منها في موقع تحت الأرض، في منطقة معرض دمشق الدولي سابقاً غرفة عمليات الجيش السوري المركزية، وثالث المواقع ﻗﯿﺎدة اﻟﻘﻮى اﻟجوية والدفاع الجوي التي تقع في الشارع الواصل بين ساحة الأمويين وساحة البرامكة، وتضم مكاتب كل من قائد القوى ومدير إدارة الدفاع الجوي التابعة له كما تضم أحد الفروع الأمنية التابعة للمخابرات الجوية ويعرف بفرع الآمرية، وموقع إدارة اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻌﺎﻣﺔ في منطقة كفرسوسة وﻓﺮوﻋﻬﺎ مثل فرع الخطيب الذي يقع في شارع بغداد، وقسم الأربعين في الجسر الأبيض الذي يقوده حافظ مخلوف ابن خال رئيس النظام، وشقيق رجل الأعمال المعروف رامي مخلوف.
المواقع الثلاثة السابقة شهدت الأربعاء إخلاء كامل من قبل قوات الحكومة، وقال سكان في المنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض إن من بين المباني التي أخليت جزئياً مبنى القيادة العامة للأركان في ساحة الأمويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الأمنية في حي كفر سوسة الغربي.
ويعتبر مبنى القيادة العامة للأركان أحد المقار العسكرية الكبرى في البلاد وتم خفض عدد العاملين به منذ هاجمه مقاتلو المعارضة بالقنابل في سبتمبر2012 . لكن لم يحضر أحد تقريباً إلى العمل في ذلك المبنى أو المباني الأخرى اليوم.
وقالت المصادر إن الشاحنات شوهدت في الساعات الثماني والأربعين الماضية عند المدخل المطوق للعديد من المباني لتنقل فيما يبدو مستندات وأسلحة خفيفة.
وقال رجل يقيم قرب فرع فلسطين التابع للمخابرات الحربية في كفر سوسة “يمكنك أن ترمي إبرة وتسمع رنينها في كفر سوسة”.
وقال العميد مصطفى الشيخ وهو أحد كبار المنشقين عن الجيش متحدثا من مكان لم يكشف عنه في سورية إنه بناء على المعلومات التي جمعها الجيش السوري الحر، نقلت القيادة العامة للأركان إلى موقع بديل على سفوح جبال لبنان الشرقية شمالي دمشق.
وقال الشيخ “نقل عدد من القيادات إلى مدارس ومخابئ تحت الأرض، لكني لست متأكداً أن ذلك سيفيد النظام كثيرا.”
رغم إخلاء المواقع الأربعة السابقة من قبل قوات الحكومة كما ذكرت مصادر ميدانية، فإن ضربها سيكون بمثابة توجيه إنذار شديد اللهجة للحكومة السورية والرئيس الأسد، كما أنها ستحدث خلخلة في النظام الأمني المحكم في العاصمة دمشق، ومما سيتيح لقوات المعارضة والجيش الحر المجال لضرب أماكن داخل دمشق، من جهة ساحة العباسيين، وجوبر وزملكا، ومن جهة المعضمية ودرايا باتجاه المزة وكفرسوسة.
الموقع الخامس له أهمية قصوى في الحرب بين قوات الحكومة وقوى المعارضة، وهو اللواء الصواريخ ١٥٥ الذي يقع في جبال الناصرية قرب دمشق، وهو الذي قام بإطلاق معظم صواريخ السكود على شمال وشمال شرق سورية، ويضم صواريخ سكود من طرازات A و BوD، ويشكل هذا اللواء عنصراً فاعلاً لدى قوات الحكومة، وبخاصة أنه يقوم بالتغطية الصاروخية لكل الاقتحامات التي يقوم بها النظام للمناطق الشمالية في البلاد، ووجود الصواريخ البالستية في الموقع هو أساس الضربة، ورغم أن الحكومة قامت بإخلاء مراكز دمشق إلا أنها غير قادرة على إخلاء اللواء 155 من الصواريخ التي ستكون عرضة لضربات قوات المعارضة المحاصرة للموقع، وسيسهل ضربها بسبب حجمها الكبير، ووضحها كأهداف لقوى الجيش الحر.
على قائمة الضربات نجد أسماء عدة مطارات، وما ذكرنها عن اللواء 155 ينطبق على هذه المطارات، فمن الممكن للحكومة السورية أن تخلي هذه الأماكن من الطاقات البشرية، ولكن يصعب عليها إخلاء الأسلحة والطائرات، ويؤكد قائد ميداني أنه في حال تحريك أي سلاح من أحد هذه المطارات ستقوم قوات الجيش الحر بضربها مباشرة، فمعظمها محاصر بشكل كامل، ومن الجهات كافة.
وهي مطار المزة العسكري الملاصق لدمشق من جهة المزة، وفيه أسراب عدة من الحوامات القتالية من طراز مي الروسية وغازيل الفرنسية وطائرات نقل صغيرة من نوع فالكون الفرنسية تابعة للقصر الجمهوري، إضافة إلى فرعي التحقيق والمداهمة التابعين للمخابرات الجوية وهما الأسوأ سمعة في سورية على الإطلاق قبل وأثناء الثورة، كما أن عددا من كتائب الفرقة الرابعة والحرس الجمهورية تتموضع داخله، وهو مقر قصف كل من المعضمية وداريا بالراجمات والمدفعية الثقيلة.
ومطار دمشق الدولي وهو مطار مدني تحول إلى واحدة من أكبر الثكنات العسكرية، ويعتبر نقطة الوصول الرئيسية للإمدادات الخارجية للنظام حيث تقلع وتهبط فيه طائرات النقل العملاقة مثل طائرة اليوشن الروسية.
مطار ﺑﻠﻲ وهو مطار عسكري جنوب دمشق على طريق دمشق السويداء، ويحاط بترتيبات أمنية منذ مدة، ويقول منشقون إنه لا يضم سوى طائرتي ميغ 21 مجهزتين بأسلحة كيميائية وفيه عدد من الخبراء الروس والإيرانيين، وتشرف عليه بشكل مباشر المخابرات الجوية.
ومطار ﺧﻠﺨﻠﺔ في السويداء شرق دمشق، يضم طائرات ميغ 21 تقوم بقصف ريف دمشق.
ومطار الضمير شمال شرق دمشق يضم مقاتلات ميغ 23 مقاتلة وأخرى قاذفة، إضافة إلى ميغ 21 إضافة إلى السوخوي 22.
ومطار اﻟﻨﺎﺻﺮﯾﺔ قرب دمشق يضم طائرات ميغ 23 مقاتلة، ومطار اﻟﺴين ويضم سربي ميغ 29 وهي الطائرة الاعتراضية الأحدث لدى النظام، قامت سابقا بمهمات مرافقة للارتال العسكرية، أو الشحنات التي تأتي عبر الحدود من العراق، إضافة إلى القاذفات الاستراتيجية من طراز سوخوي 24 وهي السلاح الأكثر فتكا بين أسلحة النظام الجوية حيث تحمل ما زنته 8 أطنان من القنابل في كل طلعة، وبعضها موجهة ليزريا وراداريا.
واﻟﺸﻌﯿﺮات شرق حمص يضم سو22 وميغ 23، ومطار ﺣﻤﺎة شمال المدينة ويضم طائرات ميغ 23 وميغ 21، ومطار أﺑﻮ ﻇﻬﻮر شرق إدلب ويضم طائرات ميغ 21 و23، ومطار اﻟﻄﺒﻘﺔ غرب الرقة ويضم طائرات ميغ 21 و23، ومطار دﯾﺮ اﻟﺰور قرب مدينة دير الزور ويضم طائرات ميغ 21 و23، وﺣﻤﯿﻤﯿﻢ قرب القرداحة ويضم حوامات مي 17 وحوامات الكاموف البحرية، واﻟﻨﯿﺮب اﻟﻌﺴﻜﺮي: يضم طائرات لام 39.
ولكن أبرز المواقع المتوقع ضربها هو أكاديمية الهندسة العسكرية، التي تقع بالقرب من خان العسل في حلب وهو مقر رئيسي عمليات وتسليح رئيس للنظام في حلب.
ويتمتع هذا الموقع بأهمية كبرى في معركة حلب، ويؤكد معارضون لـ”العرب اليوم” أن ضرب هذا الموقع وتدميره، سيتيح للمعارضة السيطرة الكاملة على مدينة حلب، بعد سيطرتها على مختلف مناطق الريف الحلبي، وهو ما سيمهد لإقامة منطقة عازلة، يمكن إحكام السيطرة عليها في شمال سورية، فسقوط حلب سيكون سقوطاً لمختلف المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في شمال سورية، بما فيها دير الزور والقامشلي وإدلب.
الضربة المزمعة رغم استعداد قوات الحكومة لها، فإن المعارضة ترى أنها ستكون حاسمة في تغيير كامل لموازين القوى على الأرض، وبخاصة في حلب ودمشق، وأعرب سليم إدريس في حديث عن هذه الضربة عن أمله بأن تكون هذه الضربات في حال شنها موجعة ورادعة للنظام، مستبعداً أن تكون الضربات ضد النظام السوري واسعة النطاق وأنها ستؤدي إلى إسقاطه، ولكنها ستضعف قواه.
ووسط هذه المعلومات المتداولة برزت في الساعات الماضية تحركاتٍ نوعيةً للجيش الحكومي، حيث غادر مطار دمشق الدولي بشكل كامل، وتمّ اطفاء الأنوار للمرة لأول في هذا المرفق الحيوي، فيما وزعت الحكومة كمامات على الضباط والعناصر في كل من قيادة الأركان والإسكان العسكري وقطع عسكرية أخرى، وقالت مصادر ميدانية إن “اللواء 155” الواقع في منطقة “القلمون” يقوم بتحريك الصواريخ “البالستية” وينقلها في برادات وعربات شحن نحو جهة مجهولة، وفي غضون ذلك أكد مصدر أمني سوري أن الجيش النظامي يتحضر لـ”السيناريو الأسوأ” مع تزايد الانباء عن احتمال توجيه ضربة عسكرية لاهداف تابعة للنظام، ردا على هجوم كيماوي مفترض وقع الاسبوع الماضي في ريف دمشق ويتهمه الغرب بالقيام به.
وقال المصدر الأمني “نأخذ احتياطاتنا لمواجهة هذا الموقف. ونحن نعمل على السيناريو الأسوأ. وهذا ما يحصل في كل الجيوش”. وأضاف أن “الجيش مهدد بضربة، ومن الطبيعي اتخاذ مجموعة اجراءات لصد الضربة والرد على العدوان”.
واعتبر أن “أي جيش مهدد يتخذ جملة من الاجراءات التي تكفل الوقاية من الضربة وتهيئة الظروف للرد المناسب”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد الأربعاء ان “القوات النظامية عمدت خلال الأيام الماضية الى اخلاء بعض مواقعها او تبديلها بشكل تمويهي، تحسباً لاحتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية لنظام الرئيس بشار الاسد”.
واتهمت المعارضة السورية ودول غربية عدة في مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، “النظام بالوقوف خلف هجوم بالاسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية قرب دمشق في 21 اغسطس، ما أدى الى مقتل المئات بحسب المعارضة”.
إلاّ أن دمشق حمّلت “مقاتلي المعارضة المسؤولية عن الهجوم الكيماوي”، مشددة في الوقت نفسه على انها “ستدافع عن نفسها” في حال حصول هجوم غربي عليها.
وأفادت مصادر محلية بأن “أحد ألوية الدفاع الجوي في ريف دمشق، يخلي الموقع العسكري من الصواريخ وينقلها إلى جهة مجهولة”، في الوقت الذي أسفر انفجار سيارة مفخخة في الرقة شمالي البلاد عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وقالت المصادر إن “اللواء 155” المتمركز في منطقة القلمون “يقوم بتحريك الصواريخ البالستية ويحمّلها في براداتٍ وعرباتِ شحنٍ لنقلها الى جهة مجهولة”.
وقال ناشط في المعارضة السورية إن “مركباتٍ مدرعة وشاحنات تقلُّ جنودا من قوات الحكومة شوهدت امس الاربعاء ، وهي تغادر منطقة مطار دمشق الدولي التي يوجد فيها ثلاث قواعد للجيش، متجهة نحو بلدة “حران العواميد” القريبة.
واضاف الناشط مأمون الغوطاني متحدثا بالهاتف من المنطقة أن “الانوار اطفئت في المطار”.
وفي وقت سابق قال سكان ومصادر في المعارضة السورية ان “قوات الرئيس بشار الاسد نقلت في ما يبدو غالبية الافراد من مقار قيادة الجيش والأمن في وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية”.
ويبدو شبه مؤكد القيام ب”تنفيذ ضربات صاروخية او جوية بقيادة اميركية بعدما ألقت الولايات المتحدة وحلفاء لها في اوروبا والشرق الاوسط بالمسؤولية على قوات الاسد عن هجوم يشتبه انه بالغاز السام قتل المئات في المدينة في 21 اغسطس”.
وقال مصدر مطلع ان “وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها في ما يبدو في نقل اسلحة ثقيلة الى مواقع بديلة، رغم انه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية في ما قد يرجع الى قتال عنيف قرب الطرق السريعة الرئيسة”.
وقال سكان بالمنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض ان “من بين المباني التي اخليت جزئياً، مبنى القيادة العامة للاركان في ساحة “الامويين” ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الامنية في حي كفرسوسة الغربي”.
من ناحية اخرى قال نشطاء معارضون في مدينة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط ان “بضع قطع حربية للبحرية السورية رست الى جوار سفن تجارية على ارصفة مخصصة لحركة السفن المدنية في تحرك يهدف في ما يبدو الى تقليل احتمالات التعرف عليها وضربها”.
وقامت قوات النظام أمس بتوزيع كمامات على الضباط والعناصر في كل من قيادة الأركان والإسكان العسكري وقطع عسكرية أخرى، دون أن يصدر أي بيان أو توضيح رسمي لأسباب ذلك، وفقاً لمصادر خاصة.
وفي شأن قضية المعتقلين و المحتجزين لدى النظام، دعا الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي، لتحمل مسؤولياته تجاه المعتقلين السوريين في أقبية الاحتجاز، والضغط باتجاه إطلاق سراحهم، وتوفير الحماية الكاملة لهم، ومحاسبة نظام الأسد على اعتقال أعداد كبيرة منهم في مواقع عسكرية تعتبر أهدافاً محتملة لقوى عسكرية خارجية ,
وقال الائتلاف في بيان أمس، “إن نظام بشار الأسد يعد شكلاً متطرفاً جداً من أشكال الأنظمة العسكرية الفاشية، فهو اليوم يضع مجموعات من المدنيين وأعداداً ضخمة من المعتقلين ضمن أو قرب مواقع عسكرية، وذلك في استخدام خطير للمدنيين كدروع بشرية في النزاعات المسلحة، وهو ما ينتهك مواثيق حقوق الإنسان ويضرب بقواعد القانون الدولي الإنساني عرض الحائط، ويشكل جريمة ضد الإنسانية”.
واعتبر أن “الاعتقال التعسفي الذي طبقه النظام منذ بداية الثورة بحق آلاف المعتقلين مخالف للقانون السوري وللميثاق الدولي لحقوق الإنسان، إضافة الى مخالفته للمعاهدات الدولية الخاصة بمنع الاختفاء القسري، وصولاً الى ضرورة توفير الحماية للمحتجزين ووضعهم في مكان آمن، وذلك طبقاً لمعاهدة جنيف الرابعة “.
وتابع البيان “وإذ يؤكد الائتلاف أن آلاف المعتقلين قد يتعرضون للأذى جراء ما يقترفه النظام بحقهم قاصداً متعمداً غير آبه بأرواحهم؛ فإنه يشير إلى محاولة النظام التهرب من المسؤولية الجنائية عن جرائم حرب كان قد ارتكبها بحق بعض المعتقلين، بدءاً من احتجازهم في مراكز أمنية ودوائر حكومية ومنشآت عسكرية غير معدة للاحتجاز، وسط تعتيم فرضه على أعدادهم وأماكن احتجازهم؛ وصولاً إلى القتل تحت التعذيب أو الإعدام الميداني أو الاستخدام الممنهج لهم كأدوات حرب بعد أن وضعوا في مواقع تفجير افتعلتها أجهزة النظام الأمنية”.
وختم البيان “إننا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نتعهد أمام الله بمحاسبة الجناة وملاحقتهم أينما كانوا، لتأخذ العدالة مجراها، وينال كل ذي حق حقه، ويجزى كل من أخل برسالة الأخوة والسلام بما يستحق أمام الله والشعب والوطن”.
من جهة ثانية، توجهت قوات تابعة للجيش السوري الحر المقاتل في دير الزور اليوم الخميس باتجاه مدينة الرقة في ما يبدو أنه لتنفيذ عمل عسكري ضد تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام”، إثر قيام عناصره باحتجاز شحنة أسلحة مقدّمة من هيئة أركان الجيش الحر للمجلس العسكري الثوري في دير الزور.
وأكّد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دير الزور في بيان صادر عنه “أن دولة الإسلام تحتجز أيضاً ضابطين منشقين برتبة عقيد ومقدم، أحدهما قائد عمليات مطار ديرالزور العسكري”.
وكان” تنظيم دولة الإسلام” رفض في الأيام الماضية الإفراج عن المحتجزين عنده وعن شحنة الأسلحة بعد تدخل الوسطاء.
وبغض النظر عن موعد الضربة، إلا أنها باتت شبه مؤكدة حسب التصريحات الغربية، وبخاصة الأميركية والفرنسية والبريطانية.
وفي هذا الخصوص نشرت قناة سي بي إس الأميركية ما قالت إنه تسريبات من داخل مجلس الأمن القومي الأميركي عن بنك أهداف وافق عليه الرئيس باراك أوباما في حال توجيه ضربة للنظام السوري ردا على الهجوم الكيميائي في الغوطة الأربعاء الماضي، المصادر قالت إن الضربة ستوجه ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺻﻮارﯾﺦ ﻛﺮوز اﻟﺬي ﺗﺘﺠﺎوز ﺳﺮﻋﺘﻪ 800 ﻛﻢ/ﺳﺎعة وﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ2500 ﻛﻢ وﺑﻨﺴﺒﺔ ﺧﻄأ ١٠ م وﺑﺮأس ﺣﺮﺑﻲ تقليدي وزﻧﻪ455ﻛﻎ.
وتقول التقارير ان هناك 21 مركزاً عسكرياً، على القائمة، معظمها في دمشق، أبرزها مقر قيادة الفرقة الرابعة في جبل قاسيون والتي وتوصف بأنها الفرقة الأكثر ولاء للنظام، نظرا لتركيبة أفرادها الذين ينتمون بنسبة تفوق الـ90 في المائة للطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد، ويقودها شقيقه ماهر، وهي تتولى فعليا الدفاع عن دمشق وريفها، وتقوم بأعمال قتالية ضد الثوار السوريين منذ أن كانت الثورة في مرحلتها السلمية، ويبلغ تعداد هذه الفرقة خمسة عشر ألف ضابط وصف ضابط وجندي، يعتبرون الاكثر تأهيلا عسكريا بين قوات المشاة والمدرعات السورية، ويمتلكون أحدث وأكبر كمية من الأسلحة المدفعية والصاروخية والدبابات والعربات المدرعة، وقد أدمج بها منذ أكثر من عام ألوية الحرس الجمهوري التي تعتبر أيضا من الأكثر ولاء وقربا للنظام وهي قوات النخبة تدريبا وعتادا، ويضم مقر الفرقة واحدا من أكبر مراكز الاعتقال في سورية وأسوأها صيتاً.
توجيه ضربة لهذا الموقع ووفقاً لمصادر معارضة سيكون ذو تأثير قوي للعمليات على الأرض، وبخاصة أن معظم الضربات الصاروخية التي تستهدف ريف دمشق الغربي والشرقي تنطلق من مواقع الفرقة الرابعة.
وحسب التقارير أيضاً فان ثاني المواقع المزمع ضربها هو ﻣﻘﺮ الأركان العامة والذي يقع في قلب دمشق وتحديداً في ساحة الأمويين، ويضم مكاتب وزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش ونوابه ومدراء معظم الإدارات العسكرية، كما أنه تقع بالقرب منها في موقع تحت الأرض، في منطقة معرض دمشق الدولي سابقاً غرفة عمليات الجيش السوري المركزية، وثالث المواقع ﻗﯿﺎدة اﻟﻘﻮى اﻟجوية والدفاع الجوي التي تقع في الشارع الواصل بين ساحة الأمويين وساحة البرامكة، وتضم مكاتب كل من قائد القوى ومدير إدارة الدفاع الجوي التابعة له كما تضم أحد الفروع الأمنية التابعة للمخابرات الجوية ويعرف بفرع الآمرية، وموقع إدارة اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻌﺎﻣﺔ في منطقة كفرسوسة وﻓﺮوﻋﻬﺎ مثل فرع الخطيب الذي يقع في شارع بغداد، وقسم الأربعين في الجسر الأبيض الذي يقوده حافظ مخلوف ابن خال رئيس النظام، وشقيق رجل الأعمال المعروف رامي مخلوف.
المواقع الثلاثة السابقة شهدت الأربعاء إخلاء كامل من قبل قوات الحكومة، وقال سكان في المنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض إن من بين المباني التي أخليت جزئياً مبنى القيادة العامة للأركان في ساحة الأمويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الأمنية في حي كفر سوسة الغربي.
ويعتبر مبنى القيادة العامة للأركان أحد المقار العسكرية الكبرى في البلاد وتم خفض عدد العاملين به منذ هاجمه مقاتلو المعارضة بالقنابل في سبتمبر2012 . لكن لم يحضر أحد تقريباً إلى العمل في ذلك المبنى أو المباني الأخرى اليوم.
وقالت المصادر إن الشاحنات شوهدت في الساعات الثماني والأربعين الماضية عند المدخل المطوق للعديد من المباني لتنقل فيما يبدو مستندات وأسلحة خفيفة.
وقال رجل يقيم قرب فرع فلسطين التابع للمخابرات الحربية في كفر سوسة “يمكنك أن ترمي إبرة وتسمع رنينها في كفر سوسة”.
وقال العميد مصطفى الشيخ وهو أحد كبار المنشقين عن الجيش متحدثا من مكان لم يكشف عنه في سورية إنه بناء على المعلومات التي جمعها الجيش السوري الحر، نقلت القيادة العامة للأركان إلى موقع بديل على سفوح جبال لبنان الشرقية شمالي دمشق.
وقال الشيخ “نقل عدد من القيادات إلى مدارس ومخابئ تحت الأرض، لكني لست متأكداً أن ذلك سيفيد النظام كثيرا.”
رغم إخلاء المواقع الأربعة السابقة من قبل قوات الحكومة كما ذكرت مصادر ميدانية، فإن ضربها سيكون بمثابة توجيه إنذار شديد اللهجة للحكومة السورية والرئيس الأسد، كما أنها ستحدث خلخلة في النظام الأمني المحكم في العاصمة دمشق، ومما سيتيح لقوات المعارضة والجيش الحر المجال لضرب أماكن داخل دمشق، من جهة ساحة العباسيين، وجوبر وزملكا، ومن جهة المعضمية ودرايا باتجاه المزة وكفرسوسة.
الموقع الخامس له أهمية قصوى في الحرب بين قوات الحكومة وقوى المعارضة، وهو اللواء الصواريخ ١٥٥ الذي يقع في جبال الناصرية قرب دمشق، وهو الذي قام بإطلاق معظم صواريخ السكود على شمال وشمال شرق سورية، ويضم صواريخ سكود من طرازات A و BوD، ويشكل هذا اللواء عنصراً فاعلاً لدى قوات الحكومة، وبخاصة أنه يقوم بالتغطية الصاروخية لكل الاقتحامات التي يقوم بها النظام للمناطق الشمالية في البلاد، ووجود الصواريخ البالستية في الموقع هو أساس الضربة، ورغم أن الحكومة قامت بإخلاء مراكز دمشق إلا أنها غير قادرة على إخلاء اللواء 155 من الصواريخ التي ستكون عرضة لضربات قوات المعارضة المحاصرة للموقع، وسيسهل ضربها بسبب حجمها الكبير، ووضحها كأهداف لقوى الجيش الحر.
على قائمة الضربات نجد أسماء عدة مطارات، وما ذكرنها عن اللواء 155 ينطبق على هذه المطارات، فمن الممكن للحكومة السورية أن تخلي هذه الأماكن من الطاقات البشرية، ولكن يصعب عليها إخلاء الأسلحة والطائرات، ويؤكد قائد ميداني أنه في حال تحريك أي سلاح من أحد هذه المطارات ستقوم قوات الجيش الحر بضربها مباشرة، فمعظمها محاصر بشكل كامل، ومن الجهات كافة.
وهي مطار المزة العسكري الملاصق لدمشق من جهة المزة، وفيه أسراب عدة من الحوامات القتالية من طراز مي الروسية وغازيل الفرنسية وطائرات نقل صغيرة من نوع فالكون الفرنسية تابعة للقصر الجمهوري، إضافة إلى فرعي التحقيق والمداهمة التابعين للمخابرات الجوية وهما الأسوأ سمعة في سورية على الإطلاق قبل وأثناء الثورة، كما أن عددا من كتائب الفرقة الرابعة والحرس الجمهورية تتموضع داخله، وهو مقر قصف كل من المعضمية وداريا بالراجمات والمدفعية الثقيلة.
ومطار دمشق الدولي وهو مطار مدني تحول إلى واحدة من أكبر الثكنات العسكرية، ويعتبر نقطة الوصول الرئيسية للإمدادات الخارجية للنظام حيث تقلع وتهبط فيه طائرات النقل العملاقة مثل طائرة اليوشن الروسية.
مطار ﺑﻠﻲ وهو مطار عسكري جنوب دمشق على طريق دمشق السويداء، ويحاط بترتيبات أمنية منذ مدة، ويقول منشقون إنه لا يضم سوى طائرتي ميغ 21 مجهزتين بأسلحة كيميائية وفيه عدد من الخبراء الروس والإيرانيين، وتشرف عليه بشكل مباشر المخابرات الجوية.
ومطار ﺧﻠﺨﻠﺔ في السويداء شرق دمشق، يضم طائرات ميغ 21 تقوم بقصف ريف دمشق.
ومطار الضمير شمال شرق دمشق يضم مقاتلات ميغ 23 مقاتلة وأخرى قاذفة، إضافة إلى ميغ 21 إضافة إلى السوخوي 22.
ومطار اﻟﻨﺎﺻﺮﯾﺔ قرب دمشق يضم طائرات ميغ 23 مقاتلة، ومطار اﻟﺴين ويضم سربي ميغ 29 وهي الطائرة الاعتراضية الأحدث لدى النظام، قامت سابقا بمهمات مرافقة للارتال العسكرية، أو الشحنات التي تأتي عبر الحدود من العراق، إضافة إلى القاذفات الاستراتيجية من طراز سوخوي 24 وهي السلاح الأكثر فتكا بين أسلحة النظام الجوية حيث تحمل ما زنته 8 أطنان من القنابل في كل طلعة، وبعضها موجهة ليزريا وراداريا.
واﻟﺸﻌﯿﺮات شرق حمص يضم سو22 وميغ 23، ومطار ﺣﻤﺎة شمال المدينة ويضم طائرات ميغ 23 وميغ 21، ومطار أﺑﻮ ﻇﻬﻮر شرق إدلب ويضم طائرات ميغ 21 و23، ومطار اﻟﻄﺒﻘﺔ غرب الرقة ويضم طائرات ميغ 21 و23، ومطار دﯾﺮ اﻟﺰور قرب مدينة دير الزور ويضم طائرات ميغ 21 و23، وﺣﻤﯿﻤﯿﻢ قرب القرداحة ويضم حوامات مي 17 وحوامات الكاموف البحرية، واﻟﻨﯿﺮب اﻟﻌﺴﻜﺮي: يضم طائرات لام 39.
ولكن أبرز المواقع المتوقع ضربها هو أكاديمية الهندسة العسكرية، التي تقع بالقرب من خان العسل في حلب وهو مقر رئيسي عمليات وتسليح رئيس للنظام في حلب.
ويتمتع هذا الموقع بأهمية كبرى في معركة حلب، ويؤكد معارضون لـ”العرب اليوم” أن ضرب هذا الموقع وتدميره، سيتيح للمعارضة السيطرة الكاملة على مدينة حلب، بعد سيطرتها على مختلف مناطق الريف الحلبي، وهو ما سيمهد لإقامة منطقة عازلة، يمكن إحكام السيطرة عليها في شمال سورية، فسقوط حلب سيكون سقوطاً لمختلف المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في شمال سورية، بما فيها دير الزور والقامشلي وإدلب.
الضربة المزمعة رغم استعداد قوات الحكومة لها، فإن المعارضة ترى أنها ستكون حاسمة في تغيير كامل لموازين القوى على الأرض، وبخاصة في حلب ودمشق، وأعرب سليم إدريس في حديث عن هذه الضربة عن أمله بأن تكون هذه الضربات في حال شنها موجعة ورادعة للنظام، مستبعداً أن تكون الضربات ضد النظام السوري واسعة النطاق وأنها ستؤدي إلى إسقاطه، ولكنها ستضعف قواه.
ووسط هذه المعلومات المتداولة برزت في الساعات الماضية تحركاتٍ نوعيةً للجيش الحكومي، حيث غادر مطار دمشق الدولي بشكل كامل، وتمّ اطفاء الأنوار للمرة لأول في هذا المرفق الحيوي، فيما وزعت الحكومة كمامات على الضباط والعناصر في كل من قيادة الأركان والإسكان العسكري وقطع عسكرية أخرى، وقالت مصادر ميدانية إن “اللواء 155” الواقع في منطقة “القلمون” يقوم بتحريك الصواريخ “البالستية” وينقلها في برادات وعربات شحن نحو جهة مجهولة، وفي غضون ذلك أكد مصدر أمني سوري أن الجيش النظامي يتحضر لـ”السيناريو الأسوأ” مع تزايد الانباء عن احتمال توجيه ضربة عسكرية لاهداف تابعة للنظام، ردا على هجوم كيماوي مفترض وقع الاسبوع الماضي في ريف دمشق ويتهمه الغرب بالقيام به.
وقال المصدر الأمني “نأخذ احتياطاتنا لمواجهة هذا الموقف. ونحن نعمل على السيناريو الأسوأ. وهذا ما يحصل في كل الجيوش”. وأضاف أن “الجيش مهدد بضربة، ومن الطبيعي اتخاذ مجموعة اجراءات لصد الضربة والرد على العدوان”.
واعتبر أن “أي جيش مهدد يتخذ جملة من الاجراءات التي تكفل الوقاية من الضربة وتهيئة الظروف للرد المناسب”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد الأربعاء ان “القوات النظامية عمدت خلال الأيام الماضية الى اخلاء بعض مواقعها او تبديلها بشكل تمويهي، تحسباً لاحتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية لنظام الرئيس بشار الاسد”.
واتهمت المعارضة السورية ودول غربية عدة في مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، “النظام بالوقوف خلف هجوم بالاسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية قرب دمشق في 21 اغسطس، ما أدى الى مقتل المئات بحسب المعارضة”.
إلاّ أن دمشق حمّلت “مقاتلي المعارضة المسؤولية عن الهجوم الكيماوي”، مشددة في الوقت نفسه على انها “ستدافع عن نفسها” في حال حصول هجوم غربي عليها.
وأفادت مصادر محلية بأن “أحد ألوية الدفاع الجوي في ريف دمشق، يخلي الموقع العسكري من الصواريخ وينقلها إلى جهة مجهولة”، في الوقت الذي أسفر انفجار سيارة مفخخة في الرقة شمالي البلاد عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وقالت المصادر إن “اللواء 155” المتمركز في منطقة القلمون “يقوم بتحريك الصواريخ البالستية ويحمّلها في براداتٍ وعرباتِ شحنٍ لنقلها الى جهة مجهولة”.
وقال ناشط في المعارضة السورية إن “مركباتٍ مدرعة وشاحنات تقلُّ جنودا من قوات الحكومة شوهدت امس الاربعاء ، وهي تغادر منطقة مطار دمشق الدولي التي يوجد فيها ثلاث قواعد للجيش، متجهة نحو بلدة “حران العواميد” القريبة.
واضاف الناشط مأمون الغوطاني متحدثا بالهاتف من المنطقة أن “الانوار اطفئت في المطار”.
وفي وقت سابق قال سكان ومصادر في المعارضة السورية ان “قوات الرئيس بشار الاسد نقلت في ما يبدو غالبية الافراد من مقار قيادة الجيش والأمن في وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية”.
ويبدو شبه مؤكد القيام ب”تنفيذ ضربات صاروخية او جوية بقيادة اميركية بعدما ألقت الولايات المتحدة وحلفاء لها في اوروبا والشرق الاوسط بالمسؤولية على قوات الاسد عن هجوم يشتبه انه بالغاز السام قتل المئات في المدينة في 21 اغسطس”.
وقال مصدر مطلع ان “وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها في ما يبدو في نقل اسلحة ثقيلة الى مواقع بديلة، رغم انه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية في ما قد يرجع الى قتال عنيف قرب الطرق السريعة الرئيسة”.
وقال سكان بالمنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض ان “من بين المباني التي اخليت جزئياً، مبنى القيادة العامة للاركان في ساحة “الامويين” ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الامنية في حي كفرسوسة الغربي”.
من ناحية اخرى قال نشطاء معارضون في مدينة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط ان “بضع قطع حربية للبحرية السورية رست الى جوار سفن تجارية على ارصفة مخصصة لحركة السفن المدنية في تحرك يهدف في ما يبدو الى تقليل احتمالات التعرف عليها وضربها”.
وقامت قوات النظام أمس بتوزيع كمامات على الضباط والعناصر في كل من قيادة الأركان والإسكان العسكري وقطع عسكرية أخرى، دون أن يصدر أي بيان أو توضيح رسمي لأسباب ذلك، وفقاً لمصادر خاصة.
وفي شأن قضية المعتقلين و المحتجزين لدى النظام، دعا الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي، لتحمل مسؤولياته تجاه المعتقلين السوريين في أقبية الاحتجاز، والضغط باتجاه إطلاق سراحهم، وتوفير الحماية الكاملة لهم، ومحاسبة نظام الأسد على اعتقال أعداد كبيرة منهم في مواقع عسكرية تعتبر أهدافاً محتملة لقوى عسكرية خارجية ,
وقال الائتلاف في بيان أمس، “إن نظام بشار الأسد يعد شكلاً متطرفاً جداً من أشكال الأنظمة العسكرية الفاشية، فهو اليوم يضع مجموعات من المدنيين وأعداداً ضخمة من المعتقلين ضمن أو قرب مواقع عسكرية، وذلك في استخدام خطير للمدنيين كدروع بشرية في النزاعات المسلحة، وهو ما ينتهك مواثيق حقوق الإنسان ويضرب بقواعد القانون الدولي الإنساني عرض الحائط، ويشكل جريمة ضد الإنسانية”.
واعتبر أن “الاعتقال التعسفي الذي طبقه النظام منذ بداية الثورة بحق آلاف المعتقلين مخالف للقانون السوري وللميثاق الدولي لحقوق الإنسان، إضافة الى مخالفته للمعاهدات الدولية الخاصة بمنع الاختفاء القسري، وصولاً الى ضرورة توفير الحماية للمحتجزين ووضعهم في مكان آمن، وذلك طبقاً لمعاهدة جنيف الرابعة “.
وتابع البيان “وإذ يؤكد الائتلاف أن آلاف المعتقلين قد يتعرضون للأذى جراء ما يقترفه النظام بحقهم قاصداً متعمداً غير آبه بأرواحهم؛ فإنه يشير إلى محاولة النظام التهرب من المسؤولية الجنائية عن جرائم حرب كان قد ارتكبها بحق بعض المعتقلين، بدءاً من احتجازهم في مراكز أمنية ودوائر حكومية ومنشآت عسكرية غير معدة للاحتجاز، وسط تعتيم فرضه على أعدادهم وأماكن احتجازهم؛ وصولاً إلى القتل تحت التعذيب أو الإعدام الميداني أو الاستخدام الممنهج لهم كأدوات حرب بعد أن وضعوا في مواقع تفجير افتعلتها أجهزة النظام الأمنية”.
وختم البيان “إننا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نتعهد أمام الله بمحاسبة الجناة وملاحقتهم أينما كانوا، لتأخذ العدالة مجراها، وينال كل ذي حق حقه، ويجزى كل من أخل برسالة الأخوة والسلام بما يستحق أمام الله والشعب والوطن”.
من جهة ثانية، توجهت قوات تابعة للجيش السوري الحر المقاتل في دير الزور اليوم الخميس باتجاه مدينة الرقة في ما يبدو أنه لتنفيذ عمل عسكري ضد تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام”، إثر قيام عناصره باحتجاز شحنة أسلحة مقدّمة من هيئة أركان الجيش الحر للمجلس العسكري الثوري في دير الزور.
وأكّد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دير الزور في بيان صادر عنه “أن دولة الإسلام تحتجز أيضاً ضابطين منشقين برتبة عقيد ومقدم، أحدهما قائد عمليات مطار ديرالزور العسكري”.
وكان” تنظيم دولة الإسلام” رفض في الأيام الماضية الإفراج عن المحتجزين عنده وعن شحنة الأسلحة بعد تدخل الوسطاء.
التعليقات مغلقة.