الانتفاضة // ✍️ محمد الشندودي
في هذا اليوم التاريخي، 31 أكتوبر، يقف المغرب، ملكا وشعبا وجيشا، شامخا برأسه، واثقا بعدالة قضيته، معتزا بما حققه من مكاسب دبلوماسية كبرى، وعلى رأسها تبني المنتظم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي كحل عادل وواقعي ونهائي لقضية الصحراء المغربية.
لقد كان هذا الانجاز ثمرة رؤية ملكية متبصرة، قادها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بحكمة واقتدار، وبتشبث راسخ بالثوابت الوطنية. فبفضل توجيهاته السامية، تحول المغرب الى قوة اقليمية تحظى بالاحترام والمصداقية، قادرة على الجمع بين الصرامة في الدفاع عن مصالحها والسياسة الحكيمة في بناء الجسور مع الامم.
وفي ظل هذه القيادة الرشيدة، اثبتت القوات المسلحة الملكية، رمز العزة والوفاء، انها الحصن الحصين للوطن، والسند الامين للوحدة الترابية. فهي التي سطرت، في كل بقعة من تراب هذا البلد، ملاحم البطولة، من تحرير الارض الى تأمين الحدود، ومن العمل الانساني في افريقيا الى المهام الدولية لحفظ السلام. كل ذلك في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية، وفي ولاء مطلق لثوابت الامة ومقدساتها.
أما على الجبهة الدبلوماسية، فقد واصل المغرب، بقيادة جلالته، تكريس حضوره المشرف في المحافل الدولية. وقد كان لمعالي الوزير ناصر بوريطة، بما عرف عنه من كفاءة وحكمة وهدوء رزين، دور محوري في ترجمة الرؤية الملكية الى خطوات عملية. لم يكن مجرد وزير للخارجية، بل جنديا في ميدان الدفاع عن الوطن، حمل صوته إلى العالم بثقة ومسؤولية، فاستطاع ان يجعل من القضية الوطنية قضية رأي عالمي عادل.
لكن المجد لا يصنعه الأفراد وحدهم، بل تصنعه الإرادة الجماعية. وهنا يبرز الشعب المغربي، في الداخل والخارج، كقوة حية لا تكل ولا تمل.
من طنجة إلى الكويرة، ومن المهجر غلى الدار البيضاء، ظل المغاربة جميعا صفا واحدا خلف جلالة الملك، مؤمنين بأن حب الوطن ليس شعارا، بل التزام وسلوك يومي.
إنها ملحمة مغربية متواصلة، كتبتها الأجيال بتضحياتها، ويقودها اليوم ملك حكيم، وجيش وفي، وشعب متشبث بهويته ووحدته. وما الإعتراف الدولي الأخير إلا تتويج لمسار طويل من الثبات والإيمان بعدالة القضية، ورسالة للعالم بان المغرب حين يقول، يفعل، وحين يعد، يفي.