الانتفاضة/ أميمة السروت
شهدت العاصمة الأناغانا في مدغشقر موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ أسابيع، بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والانقطاعات المتكررة للكهرباء والمياه، ما دفع الرئيس أندريه راجولينا إلى مغادرة أنتاناناريفو وسط تصاعد الضغوط الشعبية والعسكرية. الاحتجاجات بدأت في 22 شتنبر بمشاركة آلاف الشباب، قبل أن تتوسع مطالبها لتشمل رحيل الحكومة والرئيس، رغم إعلان الأخير حل الحكومة في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، وهو ما اعتبره المتظاهرون خطوة غير كافية.
تطور المشهد بشكل غير مسبوق مع رفض وحدة “كابسات” العسكرية تنفيذ أوامر إطلاق النار على المتظاهرين، داعية باقي الأجهزة الأمنية للوقوف إلى جانب الشعب. هذا الانشقاق العسكري سمح للمتظاهرين بالوصول إلى ساحة 13 مايو، ذات الرمزية السياسية والتاريخية، ما عزز من قوة الحركة الاحتجاجية.
أسفرت الاحتجاجات حتى الآن عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى مقتل 22 شخصاً وإصابة أكثر من 100، في حين نفت السلطات الأرقام دون تقديم حصيلة رسمية بديلة. ويخشى المراقبون أن يؤدي استمرار الاضطرابات إلى فراغ سياسي وأمني، مع اتساع رقعة الاحتجاجات وانقسام المؤسسة العسكرية، ما يضع البلاد على صفيح ساخن ويهدد استقرارها على المدى القريب.
التعليقات مغلقة.