الانتفاضة // محمد المتوكل
انبرى الكاتب والصحافي حسن الخباز إلى الدفع بقلمه من أجل النيل من الأفارقة المقيمين بالمغرب ضانا منه أنهم (كلهوم فحال فحال) والأمر أن معظم الافارقة (ناس طيبين) ومسالمين وجاؤوا ليبحثوا لهم عن (طرف ديال الخبز) ليس إلا.
نعم فيهم كما في العالمين أجمعين ناس يغلب عليهم الشر لكن كم يمثلون السي حسن في المغرب؟
أعتقد لا يمثلون نسبة كبيرة حتى تكتب فيهم مقال طويلا عريضا يفهم منه وكأن جميع الأفارقة أشرار.
والحقيقة أنهم من أطيب خلق الله، ومسالمون وهربوا من بلدانهم التي تعيش الفقر والخصاص والعوز والحاجة والحروب وقلة الشيء.
وجاؤوا للمغرب من أجل العبور إلى الضفة ولما وجدوا المغرب الأمن والأمان منهم من استقر نهائيا في المغرب وتزوج من المغرييات وكون أسرا ويعيشون في أمن وأمان وسلم وسلام.
ليس كل الأفارقة فحال فحال وليس كلهم يغلب عليهم الشر والظلم والطغيان، ولكن أغلبهم يحترمون المغرب والمغاربة ويقدرونهم ويجتهدون على أن يتكيفوا مع العادات والتقاليد والأعراف المغربية بدون أن يخرجوا عن ذلك قيد أنملة.
وبالتجربة فأنا أعرف عددا كبيرا لا يحصى من الأفارقة الذين يسهرون كل السهر على الإنضباط لكل القوانين المغربية والتعايش السلمي مع الغاربة الذين هم الآخرون يبادلونهم نفس الاحترام والتقدير.
ولا تنسى أن عددا من المغاربة يعيشون في بلدانهم في إفريقيا كغينيا كوناكري والسينغال والكوت ديفوار والسيراليون وجنوب إفريقيا والكاميرون والكونغو وبوتسوانا والنيجر ونيجيرا والموزمبيق وزامبيا ومدغشقر وبوركينافاصو وبوتسوانا وتانزانيا والليسوتو والرأس الأخضر والبينين وإفريقيا الوسطى، وغيرها من دول إخواننا الأفارقة في أمن وأمان وسلم وسلام ولهم هنا أسر وأسسوا لشركات بل منهم من تزوج من الأفارقة وانجبوا الأولاد ويحتفظون بعلاقات ودية معهم.
ولا أدل على ذلك الانفتاح المغربي على إفريقيا في إطار سياسة (جنوب جنوب) واهتمام جلالة الملك محمد السادس بإفريقيا وزيرته لعدد من دولها وتدشينه لعدة مشاريع بها إيمانا منه بأنه لا مستقبل للمغرب إلا من خلال قارته.
لكن أن يتم الزج بالأفارقة كلهم في سلة واحدة فتلك هي الحالقة بعينها.
فلا تنسى أخي حسن أن للمغرب امتدادات إفريقية كبيرة وأن الأفارقة يفضلون المغرب على باقي دول إفريقيا وخاصة إفريقيا الشمالية لأنه بلد الأمن والأمان والسلم والسلام، وأن الأفارقة يجدون فيه كل ما يحتاجون علما أنهم يتخذونه كقنطرة للعبور الا اذا حصلوا على فرصة عمل فيه.
بقي أن نشير إلى أن المغرب ظل وسيظل وسيبقى بلدا مضيافا كريما يستوعب كل الاثنيات وكل الجنسيات، ومنهم الأفارقة طبعا، و أن وقوع بعض الحالات المنفلتة هنا وهناك إنما تبقى تبقى حالات شاذة والشاذ لا يقاس عليه.
التعليقات مغلقة.