الانتفاضة
اليوم، يخوض نادي الكوكب المراكشي مباراة العمر أمام رجاء بني ملال، في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، مواجهة تمثل أكثر من مجرد ثلاث نقاط… إنها تسعون دقيقة فاصلة بين ماضٍ مثقل بالمعاناة في قسم الهواة والقسم الثاني، ومستقبل يتطلع فيه كل مراكشي إلى عودة الفريق إلى مكانه الطبيعي: القسم الوطني الأول.
طوال سنوات، عاش محبّو الكوكب على وقع الحسرة، وهم يرون ناديهم التاريخي يتخبّط في الأزمات، ويصارع من أجل البقاء في الأقسام الدنيا، بعيدًا عن الأضواء والمجد الذي لطالما ارتبط باسم الفريق. لكن اليوم، وبهذه المباراة المصيرية، يمكن أن يتحقق كل الحلم. فالانتصار أمام رجاء بني ملال يعني الصعود، ويعني أن سنوات العذاب تقترب من نهايتها، وأن الكوكب ينهض من جديد.
المراكشيون، من كل الأحياء والفئات، يعيشون على أعصابهم في انتظار صافرة البداية. الشوارع، المقاهي، وحتى الأزقة القديمة، الكل يتحدث عن اللقاء. الكل ينتظر لحظة الانفجار، لحظة الفرح، لحظة الصعود.
وما يجعل هذا الصعود استثنائيًّا بكل المقاييس، هو أن الفريق لعب الموسم كلَّه في المنفى، بعيدًا عن ملعبه الحقيقي، ومن دون جماهيره. الكوكب حُرم من جمهوره، من نبضه، من روحه، ولعب في صمت المدرجات الباردة. واليوم أيضًا، تُجرى المباراة المصيرية من دون جمهور، ومن دون نقل تلفزي مباشر، إذ لم يتبقَّ للمحبين سوى متابعة اللقاء عبر الصفحة الرسمية للفريق على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم كل هذا، لم يستسلم الفريق، ولم يستسلم عشّاقه. الكوكب واصل الطريق، وشقّ دربه من الألم نحو الأمل، متحدِّيًا الظروف، ومتسلحًا بالإيمان والعزيمة.
اليوم هو يوم الكوكب، ويوم المدينة الحمراء، يوم نكتب فيه فصلًا جديدًا من الحكاية… فصلًا عنوانه: العودة من بعيد، العودة بشموخ، والعودة من الباب الكبير.