الإنتفاصة // إلهام أوكادير // صحفية متدربة
على إثر التصعيد الجديد و المباشر في نزاع “كشمير”، شهدت هذه المنطقة يوم أمس الثلاثاء 6 ماي 2025، هجومًا عسكريًا واسعًا بين بلدي الهند وباكستان، ما أسفر عن اشتباكات على الحدود، وتسجيل العديد من الهجمات المتبادلة.
هذا التصعيد الذي يندرج ضمن سلسلة متوالية من المواجهات المتواصلة، التي شهدها الإقليم خلال الأشهر الأخيرة.
فبالنظر إلى كون منطقة كشمير، إحدى أبرز بؤر النزاع بين الهند وباكستان، و ذلك منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، فإن تصعيد يوم أمس يأتي بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في 22 من أبريل الماضي، في منطقة “باهلبور” بكشمير الهندية، والذي أسفر عن مقتل 26 مدنيًا، على حد تصريح الهند، هذه الأخيرة، التي قامت بالرد عبر بهجوم صاروخي، إستهدف تسعة مواقع في باكستان وكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، و هو ما دفع باكستان هي الأخرى إلى تفعيل إجراءات الرد على الهجوم، واتهام الهند بالتصعيد.
ففي الوقت الذي أكدت فيه الهند، أن الهجوم كان موجهًا فقط ضدّ مواقع إرهابية، يُزعم أنها مرتبطة بجماعات متطرفة باكستانية، أفادت باكستان أنه تم قتل 26 مدنيًا من مواطنيها خلال هذا الهجوم.
جذور الأزمة :
لن يكون من الممكن فهم الأزمة الحالية دون العودة إلى جذورها التاريخية، فمنذ تقسيم الهند سنة 1947، شهدت منطقة كشمير العديد من الحروب والمواجهات العسكرية المتواصلة، هذا الإقليم، الذي يعتبر ذو أغلبية مسلمة، تم تقسيمه مناصفة بين الهند وباكستان، وهو ما جعله موضوعًا مستمرًا للنزاع.
و جدير بالذكر، أنّ هذا الصراع، قد أدى فيما قبل، إلى ثلاث حروب مباشرة بين البلدين، خلال السنوات (1947، 1965، 1971)، بالإضافة إلى العديد من الحروب غير المباشرة، والنزاعات العسكرية، التي لم تتوقف يوماً.
ففي عام 1947، و مع تقسيم الهند، حاولت باكستان فرض سيطرتها على “كشمير”، وهو ما رفضته الهند، حيث اندلعت الحرب الأولى بسبب هذه المطالبة، وتم تقسيم الإقليم إلى شطرين: الجزء الذي تسيطر عليه الهند، والآخر الذي تسيطر عليه باكستان.
إلا أنه طوال العقود الماضية، زادت المطالبات من قبل كلا الطرفين للسيطرة على كامل الإقليم، مما جعل المنطقة، واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم.
فعلى الرغم من محاولات متعددة للسلم و السلام، إلا أنّ النزاع مازال قائمًا؛ ففي السنوات الأخيرة، ازدادت الهجمات من قبل جماعات مسلحة في “كشمير”، ما عمّق من أزمة الوضع، و أدى إلى تصاعد الهجمات العسكرية بين البلدين.
التداعيات الدولية والمواقف العالمية :
و على ما يبدو، فإنّ تصاعد التوتر بين الهند وباكستان في ماي 2025، بدأ يثير قلقًا دوليًا واسعًا أكثر من أيّ وقت، فقد دعت الأمم المتحدة على لسان الأمين العام “أنطونيو غوتيريش”، إلى تهدئة الأوضاع و بشكلٍ فوريّ، محذرةً من أنّ أي تصعيد من كلا الطرفين، من شأنه أن يؤدّي إلى حرب شاملة في المنطقة، كما أعربت كل من روسيا و الولايات المتحدة عن قلقهما، مؤكدين على ضرورة تجنب التصعيد العسكري بين الدولتين النوويتين.
ماذا بعد؟
الوضع في كشمير لا يزال يشهد تصعيدًا مستمرًا، فمع امتلاك كلّ من الهند وباكستان للأسلحة النووية، تزداد المخاوف من حدوث حرب شاملة، و تظهر الضرورة الملحة للوساطات الدولية، حفاظا على السلم و السلام، و الاستقرار في المنطقة.
حيث يُنتظر أن تُتخذ المزيد من الإجراءات، على الصعيدين العسكري والسياسي في الأيام القادمة، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي، للتهدئة وضبط النفس من كلا الطرفين .
التعليقات مغلقة.