الظاهرة النسوية التي دمرت قيمة المرأة

الانتفاضة/ ياسمين السملالي

في زمنٍ تُرفع فيه شعارات “تمكين المرأة” كأيقونة للحداثة، تتحول الأنثى من كائنٍ مكرم إلى أداة في آلة الرأسمالية والعولمة. النسوية ، التي تدعي الدفاع عن المرأة، أصبحت أخطر ما يهدد كينونتها وقيمتها وآلة لهدم الأنوثة والأسرة؟

لطالما كانت الدعوات النسوية في بداياتها نبيلة، تهدف إلى إنصاف المرأة في التعليم والعمل والحقوق المدنية. لكن هذه الحركة تحولت مع الوقت إلى ظاهرة مشوهة، ترفع شعار التحرر بينما تقوض أسس الأنوثة والأسرة، وتسلخ المرأة عن هويتها تحت ذريعة “التمكين”
تحولت النسوية من المطالبة بالعدالة إلى السعي للهيمنة، عبر تصوير الرجل كعدو يجب إسقاطه. لم تعد المرأة تطلب “حقوقا مساوية”، بل تريد امتيازات تفوق الرجلكما أصبحت النسوية أداة لخدمة الرأسمالية، حيث تُستغل المرأة كـ”علامة تجارية” تروج للاستهلاك تحت شعار التمكين. الأزياء الفاضحة، والإعلانات التي تختزل الأنوثة في الجسد، وضغوط “النجاح المادي” حوَّلت المرأة إلى أداة في آلة السوق، لا إنسانا يُحترم .

إلغاء الأمومة… انتصار أم انتحار؟
– روجت التيارات المتطرفة لفكرة أن الأمومة “سجن بيولوجي”، ودفعت المرأة إلى تأجيل الإنجاب أو رفضه لصالح “الاستقلال المادي”. النتيجة؟ أجيال من النساء المنهكات نفسيًا، يعانين من الوحدة ويبحثن عن معنى ضائع في بحر الماديات .

فكيف شوَّهت النسوية صورة المرأة؟
الأنوثة جريمة!
– باتت الصفات الأنثوية التقليدية (كالحنان، التضحية، أو حتى الاهتمام بالمظهر) توصف بالـضعف والاستسلام للذكورية.

المرأة “القوية” في الخطاب النسوي هي التي تتشبه بالرجل في القسوة والعدوانية، وكأن الأنوثة عار يجب التخلص منه .- لم تعد النسوية تنادي بحقوق المرأة كزوجة وأم، بل تشويه صورة الزواج وكأنه”مؤسسة قمعية”. هذا أدى إلى تفكك الأسر، وارتفاع معدلات الطلاق، وأطفال بلا استقرار عاطفي ،كلها ضريبة “التحرر المزعوم” .

كانت الأسرة عبر التاريخ حصن المرأة الأول، صارت في الخطاب النسوي “سجنا ذكوريا”. أدى ذلك إلى تفكيك الروابط الأسرية، وارتفاع معدلات الطلاق، وأطفالٍ يعانون من الفراغ العاطفي — كلها ضريبة “التحرر” المزعوم ،لم تسلم حتى العلاقة بين الجنسين من التشويه. صار الرجل في الخطاب النسوي “عدوًا” يجب إسقاطه، لا شريكًا في بناء الحياة. النتيجة؟ مجتمعات ممزقة تعاني من صراع الجنسين بدلًا من التكامل.

خلافا للخطاب النسوي الذي يصور الرجل كخصم، فإن الشرائع والأعراف الإنسانية تؤكد أن الرجل والمرأة خلقا ليكملا بعضهما. الرجل ليس “ظالمًا” بالضرورة، بل هو الحماية والقوة التي تحتاجها المرأة في مواجهة الحياة.
المرأة التي تعيش في أسرة متوازنة تكون أكثر سعادةً من تلك التي تتبنى فكرة “الاستقلال المطلق”. الرجل ليس مجرد شريك، بل هو السند العاطفي والمادي الذي يكمل نقاط ضعفها .

الرجل ليس عدوا بل شريكا في بناء الحياة. التعاون بين الجنسين هو أساس المجتمعات القوية.

التعليقات مغلقة.