محمود الركيبي -جريدة الانتفاضة العيون
فخطوة تصعيدية جديدة كتشهدها العلاقات الجزائرية الفرنسية، أعلن رئيس البرلمان الجزائري إبراهيم بوغالي، عن فتح الطريق لصياغة قانون كيجرّم الاستعمار الفرنسي فالجزائر.
بوغالي أكد بلي الوقت حان لطرح مشروع قانون تجريم الاستعمار، مشددا على ضرورة الانتقال من موقف الدفاع إلى الهجوم فمواجهة الحملات العدائية الفرنسية المستمرة ضد الجزائر.
إعلان رئيس البرلمان الجزائري عن فتح الطريق لصياغة قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي يعكس تحولا في الموقف الجزائري الرسمي، إذ كان هذا الملف مجمدا لعقود بسبب حسابات سياسية ودبلوماسية، فيما يبدو أن الجزائر تسعى إلى اتخاذ موقف أكثر حزما في مواجهة ما تعتبره حملات عدائية فرنسية مستمرة.
تحركات الجزائر لإحياء قانون تجريم الاستعمار الفرنسي تأتي في سياق تصعيد متزايد للعلاقات بين البلدين، خصوصا بعد المواقف الأخيرة لباريس بشأن نزاع الصحراء، حيث يبدو أن الجزائر اختارت التصعيد للرد على دعم فرنسا الصريح للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، وهو ما يشكل ضربة قوية للدبلوماسية الجزائرية التي ظلت لعقود تحاول عرقلة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، والدفاع عن أطروحة البوليساريو.
في الوقت نفسه، فقد تصاعد الخلاف بين البلدين حول قضايا أخرى، مثل الهجرة والتعاون الأمني، ما زاد من تعقيد العلاقة بين البلدين، وإذا مضى الجانب الجزائري قدمًا في سنّ هذا القانون، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التوتر الدبلوماسي وربما ردود فعل فرنسية قوية، خاصة أن باريس ما زالت تحتفظ بمصالح اقتصادية وثقافية واسعة في الجزائر.
التعليقات مغلقة.