كذبة “الرأي العام”

الانتفاضة // أبو شهرزاد

من أكبر الكذبات في تاريخ البشرية فكرة “الرأي العام”، هو يشبه إلى حد بعيد فكرة الديمقراطية، أفكار وهمية تم نشرها و تبنّاها الناس على أنها حقائق و أمور واقعية.

الرأي العام في الواقع هو رأي شخصية معنوية، شخصية المجتمع، و المجتمع هو عبارة عن مجموعة مِن الأفراد مختلفون بعضهم عن بعض و لكلٍ رأيه، بل الكثير مِنهم لا رأي له في الحقيقة و الرأي الذي يُظهره للناس على أنه رأيه هو في الواقع “الرأي العام”، كل ما في الأمر أنه قد ذاب في القطيع و رأي القطيع هو ما يظن أنه رأيه.

الرأي العام خطأ، هو رأي الأغلبية نعم، لكن مِن المعلوم بنص القرآن الكريم و بتجربة الواقع أن الأغلبية دائمًا ما كانت على باطل، إذن ماذا نفعل برأي العقلاء؟ ما هو مآل أفكار الصالحين و الأتقياء و الأذكياء؟.

في الحقيقة بسبب فكرة “الرأي العام” مآل رأي الصالحين هو المزبلة، و هذا هو واقع مجتمع يغلب عليه الغباء و ابتلاع كل ما يُقدَّم له دون تمييز، فإذا قررت الأغلبية أن الشر هو القاعدة فالشر هو القاعدة، لنقلها بكل صراحة، أغلب القرارات لا ينبغي أن تُطرَح على العوام لأخذ آراء نابعة عن جهل، عن عاطفة، أو عن ميول شخصي، لا ينبغي طرح كل شيء على العوام فمنهم الجاهل و منهم الفاسق و منهم الفاسد و لا ينبغي لهؤلاء أن يكون رأيهم مُهِمًّا لمجرد أنهم الأغلبية ثم نسمي رأيهم “الرأي العام” و يُعطى لهذا الرأي مصداقية.

طبائع الناس مختلفة، و العقول و القلوب مختلفة، و الأخلاق مختلفة، حتى المستوى الفكري و العلمي متفاوت بينهم، و المساواة بين السيء و الطيب و بين الصالح و الفاسد و بين العاقل و المجنون هو في الحقيقة ظلم للطرف الأرقى و شرف غير مستحق للطرف الأرذل، و مِن العدل أن لا يكون للمجتمع رأيًا، بل المجتمع عليه التطبيق فقط، تطبيق أفكار العقلاء و الإلتزام بما يفرضه الحق دون ظلم و دون تسلّط فئة على أخرى دون وجه حق.

العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه، و المجتمع العادل أفضل مِن مجتمع ينادي بالمساواة.

أتقبل حقيقة وجود الجهل و أتفهّم ذلك، لكنني أرفض تمجيده و لا أتقبّل فكرة حقه في القرار و السيادة، كان هذا رأيي الخاص و لا أُلزِم به أحدا، كما لا ألتزم أنا بالرأي العام.

وبه وجب الإعلام والسلام.

التعليقات مغلقة.