الانتفاضة // أمين نصر الله // محام سابق
كان بودي أن يحميني السيد النقيب محمد حيسي خلال مرحلة المجلس التأديبي، كان بودي أن يحميني كل النقباء بحكمتهم.
كان بودي أن أستشعر صدق ذلك الشعار الذي سمعته في مرحلة الإنتخابات التي واكبناها تلك السنة: ” النقيب أب للجميع”، وأن مهنة المحاماة أم للجميع”.
كان بودي أن أستشعر بأنني إبنكم، أنكم رحماء بضعفي، أن أجد فيكم الأب بعد أن قبلت رأسكم في مكتبكم، وكنت أعتقد آنذاك بأنه لن يمسني مكروه لما لامسته منكم من طيبوبة الكلام.
لكن، ارتكبت خطأ قانونيا فادحا، فإذا كانت المحاماة أمي وهي تعترف لي بالحب والعشق، فإنه كان علي سلوك مسطرة ثبوت النسب مع السيد النقيب لكي أذكره أنني واحد من أبنائه المشمولين بذلك الشعار.
والمشمولين بحمايته كما يحمي الكثير وهذا دوره الذي لا يختلف عليه اثنان.
فلربما النقيب أب للجميع، إلا أمين نصر الله الصعلوك.
لقد دمرتم حياتي، وقد أشعلتم فتيل قنبلة يحترق يوما بعد يوم إلى أن تصل شرارة النار إلى لحظة الانفجار والنهاية، وقد آن لها ذلك.
فما أنا بسارق وما أنا بخائن للأمانة، وما أنا بسمسار وما أنا بمزور وما أنا بمن يدخل الهواتف إلى المؤسسات السجنية، وما أنا بمن يدخل المجالس عربيدا سكيرا.
أقول لك بكل صدق سيدي النقيب، ولكل الأعضاء، ولكل من عرف الحقيقة وسكت، ولكل من تآمر على شخصي وظلمني ودمرني ودمر أحلامي ومستقبلي وآمالي، لكل من أبكى أمي وأبي على حالي.
أقول لكم جميعا، أنا خصيمكم أمام الله.
فلا داعي لطبطبتكم على كتفي بعدما أدخلتم خنجركم المسموم في صدري.
كان بودي أن ترحموا ألمي، أن ترحموا ضعفي كمحام متمرن قادم من عمق الشعب المغربي، أن ترحموا أمي وأبي وأنتم تعلمون جيدا أنني في بداية مشواري.
تذكروا ملامحي جيدا، تذكروا نبرة صوتي جيدا، تذكروا دموع الظلم آنذاك جيدا، تذكروا كل شيء فإن غدا لناظره قريب.
تذكروا أنكم ذبحتموني من الوريد إلى الوريد، وأنه لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.
فأحسنوا الذبح.
فأحسنوا الذبح.
فأحسنوا الذبح احتراما على الأقل لنفسية الأضحية.
تذكروا اسمي جيدا، أمين نصر الله، فلن تنسوه أبدا، وسيبقى ذكرى تؤلمكم إلى الأبد.
التعليقات مغلقة.