الانتفاضة // محمد المتوكل
تشكل السينغال بالنسبة للمغرب شريكا استراتيجيا وحليفا اقتصاديا كبيرا وصديقا مقربا، ولذلك ظلت العلاقات الثنائية بين البلدن قائمة على التعاون المشترك في جميع المجالات والميادين فضلا عن الاحترام المتبادل بين البلدين.
وعليه فقد علمت جريدة الانتفاضة ان حكام السينغال رفضوا استقبال ممثل جبهة البوليساريو بعد مساعيهم الحثيثة للتواصل معهم، وهو ما يؤكد عمق العلاقات بين دكار والرباط، تعود لقرون ولا تتزحزح أبدا مهما تغير الرؤساء وانتقل الحكم من شخص إلى آخر وتتجاوز الزمن واللحظات السياسية.
المعطيات التي حصلت عليها الجريدة تفيد بأن ممثل البوليساريو الانفصالية في جنوب إفريقيا استغل جوازه الإفريقي للسفر لدكار وحاول التواصل مع الحكام الجدد، لكن محاولاته، والتي استمرت لأيام، باءت بالفشل.
كما أكدت مصادر الجريدة أن ممثل الجبهة قضى أياما بالسنغال يحاول التواصل مع عدد من المسؤولين، لكنه عاد وهو يجر خيبة أمله، بعدما ترفع الحكام الجدد عن السقوط في فخ مساندة الانفصال واستقبال ممثل للجبهة.
وسبق لزعيم جبهة “البوليساريو”، إبراهيم غالي، أن عبر في بداية ماي الجاري، عن أمله في أن تضع السلطات السنغالية الجديدة مسافة مع مواقف المملكة المغربية، متوهما أن خطابات الرئيس الجديد “تزرع في نفوس البوليساريو الأمل الكبير”.
وتسلح غالي في تصريحه بـ”عداوة” السلطات السنغالية الجديدة مع فرنسا، ليحفزها على إعادة النظر في علاقتها بالمغرب، على اعتبار أن الأخير “يتعاون دائما مع باريس”.
وفي اليوم الأول من تولي وزيرة الاندماج الإفريقي والشؤون الخارجية السنغالية، ياسين فال، حظي السفير المغربي حسن الناصري باستقبال خاص يحمل الكثير من الدلالات ويؤكد رغبة دكار في تعزيز علاقتها بالرباط واعتبارها الأخيرة أقرب العواصم الإفريقية لها.
واستعرض السفير المغربي مع المسؤولة الحكومية السنغالية واقع العلاقات العريقة بين الرباط والسنغال، مع التركيز على مختلف ركائز هذه العلاقات المتعددة الأبعاد، السياسية والاقتصادية والروحية والثقافية والإنسانية، كما عبر الناصري بدوره عن “الارتياح التام للنتائج الجيدة التي تم تحقيقها حتى الآن وآفاقها الواعدة”.
ولم تغفل الوزيرة السنغالية الإشادة الموصولة بالملك محمد السادس، والتنويه بالنقلة النوعية التي أتاح للمملكة تحقيقها ، تحت قيادته المستنيرة، في مختلف المجالات، والتي تثير إعجاب الزائرين للمملكة، مؤكدة التزام بلادها، تحت رئاسة الرئيس الجديد باسيرو ديوماي دياخار فاي، “بالعمل بلا كلل، ليس فقط للحفاظ على إنجازات هذه العلاقة الفريدة ولكن أيضًا لزيادة تعزيزها وتنويعها”.
واستقبلت الوزيرة وإلى جانب الناصري، مجموعة من السفراء ينتمون لثلاثة مجموعات، الأولى والتي تنسجم مع أولوية الحكومة الجديدة، إذ تضمنت دول الجوار المباشر للبلاد، وهي غينيا وغينيا بيساو وموريتانيا ومالي، والمجموعة الثانية والتي تشكلت من المغرب والثالثة من الشركاء خارج إفريقيا، وتتضمن فرنسا والاتحاد الأوروبي، وهو ما يتبث أن دكار تعتبر علاقاتها مع المغرب أولوية رئيسية على المستوى السياسي.
وسبق لسفير المغرب بالسنغال، حسن الناصري، أن أكد قبل وبعد تنصيب الرئيس الجديد، أن العلاقات بين الرباط ودكار تتجاوز الزمن واللحظات السياسية، مسجلا أنها “تعود لقرون ولا تتزحزح أبدا مهما تغير الرؤساء وانتقل الحكم من شخص إلى آخر”.
بقي ان نشير الى ان موقف دولة السينغال من قضية الصحراء المغربية ضظلت على مر التاريخ مسالة ثابتة ولا تتغير بتغير الظروف والاحوال، وهو ما جعل اللاقات المغربية السينغالية تتطور بشكل كبير والدليل حجم الاستثمارات المغربية التي تعرفها السينغال، مع وجود كتافة سكانية مغربية بهذا البلد المضياف.
التعليقات مغلقة.