عالج المسلسل الدرامي المغربي خلال شهر رمضان الذي يحمل عنوان “الشياطين لا تتوب”، الواقع المعاش في المجتمع المغربي، حيث تطرق الى انتشار ظاهرة الشعوذة و الرقاة بشكل كبير داخل المجتمع.
و قدوم الرجال و النساء الى هؤلاء المشعودين و الطلب منهم قضاء احتياجاتهم مع منحهم مقابل مادي او أشياء غير مادية و التوسل إليهم بداعي تحقيق مصالحهم الشخصية التي يرغبون في تحقيقها، هم يقومون بأفعال شياطينة ولو على حساب الحاق الأذى بالاخرين من أجل الوصول إلى مطالبهم.
و يأتي هذا المسلسل للتطرق إلى هذه الظاهرة الاكثر انتشارا، داخل اوساط المجتمع المغربي، و أصبحت تهدد إيمان الأفراد الذين يقومون بزيارة هؤلاء المشعودين و الأضرحة، و يعتبرون ضحية لهؤلاء الرقاة الذين يستغلونهم ماديا و معنويا.
و جسد الفنان المغربي ربيع القاطي دور الراقي بشكل عصري، بمعنى ان الرقاة أصبح غرضهم الوحيد هو جمع الاموال من جيوب المغاربة، و فتح قناة على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل تسهيل تجارتهم و جلب الضحايا عن طريق مشاهدة اعمال الرقاة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و يتلاعبون بعقول المشاهدين من أجل اقناعهم بالولوج الى مقر عملهم من أجل “جلب الأموال”.
هذا المسلسل ليس مجرد ترفيه فقط، ولكنه مرر رسائل قوية منتشرة في المجتمعات المغربية و كذا الإسلامية، من خلال قدوم شريحة كبيرة من الناس الى الرقاة و المشعوذين و التوسل إليهم من أجل قضاء مطالبهم الشخصية التي يرغبون في تحقيقها، بواسطة الرقاة و يتجاهلون الله سبحانه و تعالى بها العمل،و الذي يمكن القول بأنه عمل شيطاني لا ينفعك في دنياك ولا اخرتك.
كما تطرق هذا المسلسل كذلك الى وقائع كثيرة معاشة في الوسط الاجتماعي و متداولة بشكل دائم، حيت يتمكن المتلقى من فهم ما يروج داخل المجتمع، و يفهم الغاية من بث متل هذه المسلسلات الدرامية، و التلاعب بالفئات الهشة و استغلالها ماديا.
هذا المسلسل الغاية منه حسب المخرج، هو توعية الناس و الاستفاقة من الجهل الذي نخر اجسام و عقول الجهلاء الذين لا زالو يتقون في مثل هذه الخزعبلات و الافكار الشيطانية، و العمل على تشجيع الحوار العام حول كيفية التصدي لهذا النوع من الاحتيال والاستغلال.
كما تجدر الإشارة إلى أن “الشياطين لا تتوب” هي سلسلة درامية من أربع حلقات عرضت على القناة الثانية خلال شهر رمضان، وهي من إخراج المخرج حميد زيان، وتجمع ثلة كبيرة من الممثلين المغاربة المتميزين في الساحة المغربية مثل ربيع القاطي، زينب عبيد، سحر الصديقي، وعبدالحق بلمجاهد، ومن إنتاج “Monafrique”.
التعليقات مغلقة.