الجوع يفتك بالفلسطينيين

الانتفاضة // محمد المتوكل

يعيش الشعب الفلسطيني منذ سنوات خلت على ايقاع التدمير والتخريب والتجويع والابادة في حق بنات وابناء فلسطين الابية، هذه الحرب المدمرة يقودها العدو الصهيوني الجبان والذي يكد بالليل والنهار من اجل التضييق على الشعب الفلسطيني، ولعل اخر هذه الاليات الحربية المستعملة في حق اخواننا في تلك البلاد المرابطة، الة الجوع وسن سياسة البطون الجائعة.

و في هذا السياق يعيش النازحون الفلسطينيون داخل مراكز الإيواء في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، معاناة وصعوبات حولت حياتهم اليومية إلى كابوس يؤرق عيشهم، حتى أنهم باتوا يخافون الموت جوعا أكثر من خوفهم من أن تقتلهم الصواريخ الإسرائيلية.

ويتجاوز الوضع البائس داخل مراكز الإيواء حدود القسوة، مع طفح مياه الصرف الصحي في باحة المدرسة وتراكم القاذورات والنفايات وانتشار الأمراض بشكل مروع في صفوف النازحين ولا سيما الأطفال.

ويعاني النازحون من ظروف إنسانية صعبة للغاية، بسبب النقص الحاد في الطعام والمياه، مما يجعلهم عُرضة للأمراض والنقص الغذائي المتفاقم.

لا يوجد طعام:
ولم يجد الطفل يزن بدر، الخبز لتناول حساء الخبيزة (نبتة برية موسمية)، ما أضطره لتناوله بالمعلقة.

ويقول بدر، ذو الجسد النحيل لبعض وسائل الاعلام: “فش (لا يوجد) أكل ولا مياه ولا شيء بالشمال، بنروح (نذهب) على الحدود نلقط (نجمع) الخبيزة حتى نسد جوعنا”.

ويصف الوضع في مدارس ومراكز الإيواء شمال قطاع غزة بـ”الصعب”، ولا سيما مع انتشار الأمراض المعدية وتكدس النفايات داخلها وطفح الصرف الصحي فيها، وهو تؤكده أيضا النازحة إكرام البسيوني.

وتقول البسيوني لبعض وسائل الاعلام: “الناس في المدارس يعانوا من أمراضٍ عديدة كالإسهال والجدري وانتشار الجرب والقمل وخاصة في صفوف الأطفال”.

وتشير إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية كالعدس والسكر، وعدم توفر دقيق القمح، ما اضطرهم لشراء أعلاف الحيوانات بمبالغ باهظة تصل إلى 120 شيكل (نحو 35 دولار) للكيلوجرام الواحد، لطحنها واستخدامها في طهي الطعام.

ويسبب تناول أعلاف الحيوانات أمراضا ومشاكل صحية، وفق البسيوني التي تؤكد تردي حالتها الصحية جراء تناولها وعدم وجود تغذية صحيك وسليمة.

وتطالب النازحة البسيوني العالم بالنظر إلى معاناة الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم في ظل حرب الابادة الجماعية التي يتعرضون لها.

رعاية صحية مفقودة:
وما يجعل الوضع أكثر تعقيدا في مراكز الايواء والمدارس هو انعدام الرعاية الصحية الأساسية، حيث يواجه المرضى صعوبة في الحصول على العلاج الضروري، وفق النازحة ام محمد أبو الجديان.

وتقول أبو الجديان، لبعض وسائل الاعلام: “لم يعد لدي أي نوع من الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، فالحالات المرضية الحرجة تحتاج إلى رعاية فورية، لكن الموارد المحدودة والحصار جعلا من الصعب الحصول على العناية الطبية اللازمة”.

وتصف الوضع المعيشي بـ”المأساوي جدا”، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية وشح المياه، واستخدام اعلاف الحيوانات في صناعة الخبز.

 نخاف الموت جوعا:
وتستغرب النازحة الفلسطينية فاطمة غبن، صمت العالم أجمع والدول العربية والإسلامية تجاه ما يجري في قطاع غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية.

أما النازح أبو اياد أبو مطيبق فيطالب أحرار العالم بالتدخل لوقف الحرب المدمرة على قطاع غزة، وادخال المساعدات الإغاثية والإنسانية.

ويقول ابو مطيبق: “نحن شعب لا نخاف الموت بصواريخ الاحتلال ولا بغاراته، لكننا نخاف الموت جوعا”، مشيرا إلى تناولهم لأعلاف الحيوانات.

ويواجه آلاف الفلسطينيين في شمال غزة خطر الجوع والعطش، ولا سيما الأطفال، حيث تتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر الماضي.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء”، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية”.

نشير الى ان القضية الفلسطينية هي قضية دينية وعقدية وان الفلسطينيون المرابطون هناك في تلك البقاع الطاهرة يؤمنون ايمانا عاليا انهم يقاتلون على ارضهم المقدسة، ويستشهدون في سبيل ذلك، وانهم ماضون في ذلك ولا يخشون فيه لومة لائم، الا ان شبح الجوع بدا يطل براسه من قريب وهو ما يهدد الاسر الفلسطينية وخاصة الاطفال الصغار للاسف الشديد.

يجري كل هذا في ظل الصمت العربي الجبان، والتاييد الغربي الماكر والذي يكيل بمكيالين في تعاطيه مع هذه القضية التي حيرت العالم باسره، ولا زالت البطن الفلسطينية تنجب الشهداء، رغم القصف المستمر والتدمير المتواصل لابناء حفدة القردة والخنازير.

التعليقات مغلقة.