دخل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يومه ال 122، وسط استمرار الغارات الجوية الاسرائيلية على عدة مناطق في شمال وجنوب القطاع، حيث كثفت قوات الاحتلال غاراتها على محافظة خان يونس الليلة الماضية 4 فبراير الجاري مخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة، فكيف يبدو الوضع الانساني في القطاع بعد أكثر من 100 يوم من الحرب الاسرائيلية عليه؟
مع تواصل الحرب في غزة، يتواصل معها تدهور الوضع الكارثي في القطاع الذي وصفه عاملون في المجال الإنساني والتابعون للأمم المتحدة بأنها “وعاء ضغط من اليأس”. فوفق نفس المنظمة، فإنه حتى الآن، هناك 100 ألف شخص في غزة ما بين قتيل و جريح، أو مفقودين يعتقد أنهم ماتوا، نتيجة الغارات الجوية و القتال على الارض بين قوات الاحتلال و المقاومة الفلسطينية.
و في نفس السياق، يستمر الفلسطينيون من سكان غزة النزوح من شمال القطاع إلى الجنوب هربا من الغارات الجوية و الاجتياح البري المتواصل منذ أشهر، حيث تشير الاحصائيات إلى أن أكثر من مليون فلسطيني نزحوا من بيوتهم، خصوصا إلى مدن جنوب القطاع كرفح، التي كان تعداد سكانها لا يتعدى 300 ألف نسمة، ليصبح اليوم مليون و 300 ألف نسمة.
و كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” أونروا”، أن ملاجئ النازحين في رفح مكتظة بشكل لا يطاق و تعاني القليل من الخصوصية أو غيابها، خاصة بالنسبة للنساء و الفتيات، كما أن أكثر من 480 شخصا يتشاركون مرحاضا واحدا، إذ وصلت الأوضاع الإنسانية في رفح إلى نقطة الانهيار. و نتيجة للاكتظاظ في القطاع، زاد تفشي الأمراض الجلدية، و النزلات المعوية، و كذا الانفلونزا و الالتهابات، كما سجلت الأونروا ظهور أمراض خطيرة كالكوليرا و الحمى الشوكية، و غيرها من الأوبئة، حسب نفس الوكالة.
و في هذا الصدد، ومع استهداف الاحتلال الاسرائيلي للمنشآت الحيوية، و من بينها المستشفيات، دخل الوضع الصحي في قطاع غزة في حالة انهيار فعلي، فهناك شلل في مستشفيات شمال القطاع، أما جنوبه، ف 8 من أصل 11 منشأة ما زالت تعمل، و واحدة فقط متاح فيها إجراء عملية جراحية، حسب منظمة الصحة العالمية. بينما حذر الهلال الأحمر الفلسطيني من خطورة الأوضاع داخل مستشفى الأمل، الذي يواصل الاحتلال قصفه العنيف عليه، من حيث نفاذ الطعام الخاص بالطواقم والنازحين، إضافة إلى نقص المواد الطبية والوقود، وكذا نفاذ الأوكسجين الخاص بالعناية المكثفة.
من جهة أخرى، يعاني الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزة من أزمة حادة في الماء، فهناك شح في المياه الصالحة للشرب بعد توقف محطة تحلية الماء في غزة عن العمل، و كذا توقف الاحتلال عن ضخ المياه للقطاع، مما اضطر السكان إلى ضخ مياه الآبار المالحة و شرب مياه غير صالحة ، قد تجعلهم عرضة لأزمات صحية تهدد حياتهم. كما تؤكد التقارير الدولية أّن المواطنون في غزة يعانون نقصا عاما و حادا في الغذاء، و أن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يتضورون جوعا، فيما تتواصل الجهود الدولية لإيصال المساعدات الغذائية للقطاع.
ونشير إلى أن هناك استهتارا بتنفيذ القانون الدولي الإنساني على سكان قطاع غزة، بعدما عجز العالم على الضغط على اسرائيل وإجبارها على الالتزام به، وهي التي تواجه اتهامات بارتكابها جرائم حرب خلال حربها المستمرة على غزة، ناهيك عن عرقلتها وصول المواد الغذائية والمياه والمواد الطبية إلى المدنيين المحاصرين في القطاع.
التعليقات مغلقة.